السبت - 20 ابريل 2024

العراقيون أمام أشرس حملة ثقافية هدامة!!

منذ 3 سنوات
السبت - 20 ابريل 2024


محمد العيسى ||

لايخفى على احد ان اثار الغزو الثقافي هي أشد وطأة من تأثيرات الغزو العسكري .
فالغزو العسكري ربما يوحد الشعوب لمواجهته ،وهنا تكون المقاومة والجهاد معلما بارزا وشاخصا للانضواء تحت رايته من أجل طرد المحتل ،وقلما تنخدع الشعوب في هذا النوع من الغزو ،فالعدو واضح ولامناص من المقاومة من أجل دحره وتخليص الاوطان منه،فالفطرة الإنسانية لاتميل بالمرة أن يحتل الأعداء ارض وديار الشعوب وبالتالي فإن النهوض من أجل مقاومته ودفعه يعد أمرا فطريا أيضا ،اما الغزو الثقافي فهو شبحي غير واضح المعالم يتسلل إلى الشعوب خلسة فيغير المفاهيم ويستبدل القيم والأخلاقيات بأخرى منحطة ،فمثلا يحول مفهوم الشجاعة بنظر الآخرين إلى مفهوم اخر لايتعلق به تماما بل يحوله إلى النقيض كأن يخلق انطباعا لدى عامة الناس أن الشجاعة تعني هنا التهور والاستهتار ،ولايقف عند هذا الحد فيقلب الحقائق في فهمنا وادراكنا لمفهوم المقاومة فيحولها من مفهوم فطري ووجداني وقيمة إنسانية عليا إلى مفهوم غريب ومضاد للحقيقة ،كأن يحول المقاومين بنظر الناس إلى عصابات تمتهن الجريمة والإرهاب وفي العراق هنا الصورة واضحة،فلطالما تحولت التسميات بين ليلة وضحاها إلى تسميات مخالفة للواقع ،
فتحول الابطال المقاومون الذين حرروا الأرض من براثن داعش إلى ميلشيات تعبث بأمن العراق ومقدراته ،بل وصل الحد إلى اتهام فصائل المقاومة باي جريمة تحدث في هذا البلد .
هنا نتسائل الم تشكل فصائل المقاومة مؤسسة الحشد الشعبي ؟فلماذا تغيرت التسمية وكيف استطاع الإعلام الغربي أن يخدع العراقيين بأن هذه الفصائل تختلف تماما عن الحشد ،؟ أن هذه الخديعة انطلت على العراقيين وأخذوا يخلطون بين التسميات ،بل أصبحوا يزدرون من اسم المقاومة التي هي عنوان الشرف والتضحية والاباء ،فلاكرامة لاي شعب بدون وجود مقاومة باسلة تضحي من اجل وطنها وشعبها ،ولذا فإن الغزو الثقافي هنا كان يركز على تحويل المفاهيم إلى أخرى متضادة ومتناقضة وقد نجح إلى حد كبير في هذا الأمر هذا اذا اخذنا بنظر الاعتبار الأسلحة الأخرى التي استخدمها ،والتي لاتقل خطورة عن سلاح تبديل المفاهيم كأبعاد الناس عن الدين والقيم الاجتماعية وتمييع الشباب وإثارة النعرات والفتن الطائفية ،وجر الناس إلى صراع نوعي ،والايحاء بأن الحضارة الغربية هي الحضارة الاكثر سموا وأصالة ،كل ذلك من أجل هدف واحد وهو إعادة رسم خارطة جديدة لشرق أوسط جديد تهيمن عليه الإرادة الغربية والأمريكية على وجه التحديد .
ــــــــــــ