لماذا انسحب الشيوعيين من الأنتخابات؟!
عبد الصافي ||
الشيوعيون العراقيون ومعهم المئات مما تسمى بمنظمات المجتمع المدني والآلاف ( ذكوراً وأناثا ) ممن إنخرطوا بدورات ( تدريب وتطوير وصقل مهارات ) سواء في القنصلية الأمريكية في البصرة أو في معهد الحرب والسلام البريطاني في أربيل ..
هؤلاء جميعاً مثّل فيهم الشيوعيون رأس الرمح وطليعة المبشرين بأنقضاء عهد الأسلام السياسي الشيعي في العراق وولادة حقبة جديدة مختلفة عمادها إنتخابات مبكرة وقانون إنتخابي جديد ورئيس وزراء مرضي عنه أمريكياً وخليجياً وتشرينياً.
ومن ملامح تلك الحقبة أيضا مقرات محترقة لأحزاب إسلامية وإزدراء بأعراف وتقاليد إجتماعية راسخة وأنتهاك وتعدي على ثوابت وقيم دينية ،، وتحكم شبه مطلق بالشارع ،، وفرض سطوة على مؤسسات ودوائر حكومية وأجهزة أمنية ،، وإمعان في إهانتها وإذلالها…
لماذا إذن يفاجئ الشيوعيون العراقيون ومعهم أنصارهم وحلفاؤهم الجميع بالأعلان عن إنسحابهم من السباق الأنتخابي القادم في موسم يفترض إنه يمثل ( ربيع إنتصارهم ) ؟!
بينما يبدأ خصومهم من أحزاب ( الأسلام السياسي الشيعي ) الأعلان عن تحالفاتهم الأنتخابية في مشهد يبدو إنه نسخة مكررة للمشهد السياسي التقليدي ،، الا انه مختلف هذه المرة إذ لاوجود لأصحاب المقعدين في أحسن أحوالهم …