الشمر نوع لا شخصآ بعينه
حسن المياح ||
الشمر بن ذي الجوشن، كإنسان مخلوق بشر، هو شخص معين محدد، وهو واحد لا وجود ذات يتعدد، ولا يتكرر ذاتآ بعينه على مر الدهور والعصور، لأنه مخلوق شخص مخصص معين، له فترة حياة واحدة في عالم الدنيا، وينتهي وجودآ شخصآ بذاته وعينه، ولا تعاد ولا تتكرر تلك الذات شخصآ عينه وذاته، ولا حتى وجوده ثانية لأن فرصة وجوده خلقآ واحدة لا تتكرر ولا تتعدد، وهي حياة شخص فرد أخذت فرصتها وجودآ في عالم الدنيا والحياة.
وذلك هو الشمر بن ذي الجوشن المجرم الكافر اللعين الذي ذبح الإمام الحسين عليه السلام من قفاه إعتداء إستكبار، وجلس متربعآ على صدره لؤم عقيدة وطمع دنيا زائلة، حيث إرتقي مرتقآ عظيمآ خطيرآ، مجرمآ فاسدآ لئيمآ كافرآ خارجآ عن ملة الإسلام ودين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله.
وتلك جريمة عظيمة كبيرة، ما بعدها جريمة تساويها إقدامآ سافلآ، أو تضاهيها جسارة إجرام وكفر، وقعت مرة في التاريخ، ولم تتكرر ذاتها ; ولكن التاريخ خلدها، وما زال مخلدها، خطوة إجرام، وإنتكاس قيم خلقية، وكفرآ بكل عقائد ورسالات السماء الإلهية المنزلة على كل البشر، من أبي الخليقة البشرية النبي آدم الى قيام يوم الدين، حيث حساب الملك الجبار المنتقم العظيم في محكمة عدل إلهي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا هي محصيتها، ومسجلتها، وعارضة لها في كتاب لا يضل ولا ينسى، يعطاه في شماله، لينال جزاءه المحتم المقرر الموعود به في كتاب الله العظيم، القرآن الكريم.
هذا هو شمر بن ذي الجوشن الشخص الملعون، المجرم المأفون.
ولكن الشمر النوع هو سلوك وتصرف متنوع متكرر، معاد متطور، يمكن أن يكون في كل عصر، وعلى مر الدهر، لأنه صورة وجود إستنساج إجرام في مواقف مختلفة متعددة متكررة ~ وذلك هو النوع الأصل الأساس الذي يستنسخ سلوكآ وتصرفات، ويتكرر ~ لا تقتصر على فرد واحد، أو شخص إنسان معين محدد، لأن النوع عام وعموم، وإستيعاب وشمول، والفرد هو شخص وتعيين وتحديد، لذلك يتكرر النوع ويتعدد ويستمر ويكون، والفرد نسخة أصل وجود واحدة غير قابلة التكرار وجودآ في غير الشخص ذاته وعينه.
والشمر شيطان وإبليس، والشياطين والأبالسة موجودة متعددة متكاثرة، متنوعة متناسلة، مفرخة منتجة شياطينآ وأبالسة، كما هو الشمر النوع ينسل شمرآ وشمرآ وشمرآ، وأشمارآ مولودة متعددة، لأن النوع هو سلوك وتصرف، والفرد هو وجود مخصص معين لا يتكرر، ولا يتعدد وجود ذات.
والشمر طغيان وتفرعن، وآلهة مصطنعة وصنم، وآلهة مدعاة ووثن، وظلم وحرمان، وإرهاب وقتل، ومنع وسلب، وفساد ونهب، وإجرام وإنتهاب، ودكتاتورية وتفرد، وعمالة وإستعباد، وإستحمار وإستمطاء، ومهانة وإحتقار، وسقوط وسفول، وهبوط وإنحدار، وإثرة ذات منفعة وإحتيال، وتبعية خضوع وخنوع وإبتذال.
وهكذا هو المسؤول إبليس الفاسد، الحاكم الشيطان الظالم، الشمر بن ذي الجوشن النوع والفرد في هيئة وشكل إنسان.
وفي المسؤول الحاكم الظالم الفاسد الناهب، قد إجتمع الشمر النوع المتعدد المتكاثر المتنوع المستمر السلوك والتصرف، والشمر الفرد المجرم المعين الذات، والمخصص الشخص، في عالم الرذيلة والسقوط والإنتقام والإجرام.
فكم من شمر في العملية السياسية العراقية من عام ٢٠٠٣، والى يومنا هذا، وهم في إمتداد وتشعب وإتساع، ووجود متناسل ولود مستمر، لما حكموا وتسلطوا، وطغوا وتفرعنوا، وتفردوا وإنتقموا، ونصبوا أنفسهم آلهة مصطنعة، وصنمآ الى أجل مسمى هم بالغوه إستكبارآ وغطرسة غرور مجرم لئيم كافر، وظلموا وحرموا، ونهبوا وسلبوا، وصادروا ولم يوردوا خيرآ يذكر.