العدل والمساواة في الإنتخابات
حسن المياح ||
كم هو عدل وإستقامة، ومساواة تكافؤ فرص وتساوي ترشيح، ونيل تدقيق إختيار وإنتقاء، وإلتقاط وإصطفاء، للمرشح العامل الصالح النزيه الشجاع المريد الخادم, وكم هي الموضوعية والشفافية وحسن الإنتخاب الواعي في عملية الإنتخاب للمرشح الكفوء الذي ينتج عطاءآ وثمرآ صالحآ مفيدآ, وكم هو من تقليل ومكافحة فساد وتزوير، وتقليص فذلكات التلاعب والمكر العابث، حينما تكون نقطة الشروع في التنافس الإنتخابي عادلة مستقيمة، شفافة نظيفة، متساوية الحظوظ متكافئتها، ولا فرق بين ذين وذين، ولا تفاضل بين المرشحين إلا على أساس الخصائص الطيبة والسجايا الحميدة، والصفات اللائقة والنعوت النبيلة، التي يتمتع بها المرشح، وما له من موج جذب، وكارزمة هيمنة حب وود، في شخصيته المتوازنة سلوكآ وسيرة..عندما يحدد سقفآ ماليآ لا يتجاوز العشرة ملايين دينار عراقي للمرشح الواحد، مهما كان ذلك المرشح وجودآ حزبيآ أو وظيفيآ أو ثراءآ ماليآ، ويكون هذا السقف حكمآ عامآ شاملآ مستغرقآ لكل المرشحين، وفيه لا يكون هناك بذخآ ولا إسرافآ، ولا شراء ذمم ولا تبرعات مالية لكسب الصوت . ويجب أن تكون هناك أكيدآ وحتمآ عقوبة صارمة كحد السيف لمن يخالف أو يتجاوز، وهي إلغاء ترشيح المرشح فورآ، حتى لو تبقى للمرشح دقيقة واحدة لتطبيق الصمت الإنتخابي!
ويكون الأدق والأرقى، والأبدع والأنزه، والأفضل والأكثر ضرورة وحاجة، وأبلغ موضوعية وأعذب شفافية، وأبهى مساواة حظوظ وإعتدال سمت وجود شخصية مرشح، عندما يغادر حتمآ فورآ ~ وقبل شهرين من بدء الترويج للدعاية والتنافس الإنتخابي المشروع ~ المرشح المسؤول الذي لا زال يمارس التكليف في الوظيفة وظيفته ومركزه وموقعه، من درجة مدير عام فما فوق درجة، وأعلى منصبآ ووظيفة، حتى لا تستثمر إستغلالآ الوظيفة، والمركز، والموقع، والمسؤولية، والتكليف الوظيفي الحكومي، كآلة كسب، ووسيلة جذب وشراء الأصوات مما يفعله منصبه من إغداق ومقبلات، وجذب وتأميلات، وعطاء ودغدغات، وقضاء حاجة وبرطيلات، وما الى ذلك من توظيفات وإستفادات، وتسهيلات وإمتصاصات، وقشمرة وإستغفالات، وحجة دفع أضرار وكبح جماحات.
فيكون المرشحون على السواء مؤهلات، وسيان إنطلاقات في التنافس الإنتخابي.
وهنا تكمن الموضوعية، ويكون العدل والإستقامة والمساواة القاسم المشترك بين وللمرشحين على السواء والشمول.
وبهذا نقضي على عقبات تنافسية غير شرعية، ولا متوازنة، ولا عدل فيها، ولا تتصف بالإستقامة سلوكآ وفاعلية، ولا تشم منها ريح وعطر مساواة بين المرشحين إلا إذا إتبع هذا الأسلوب، وحكم هذا السلوك عملية التنافس الإنتخابي حتى يصبح نظيفآ شريفآ.
فهل أنتم مستعدون، أو أن الطغيان والفساد، وهوس السلطة والتشبث بها، وفرعنة التسلط وعقدة إستئثار الذات ومصلحة الحزب وضريبة الإنتماء, والتهافت على السرقة والنهب، هم المانع من ذلك، واللاغي له بتآ وقطعآ حادآ، ولا يمكن المثول اليه أو الإستجابة له، لأنه تغيير حقيقي، وإصلاح أكيد مخطط له سلفآ، وليس من سلوكهم الحاكم، ولا من رغبتهم المستأثرة الطامحة، أن يكون ذلك، ولم يتطبعوه سيرة أو مسيرة، ولم يألفوه تصورآ حتى يسلكوه إسلوب إدارة وحكم.
ولذلك يرفضوه بشدة تطبيقآ، ويلفظوه بنبذ مقت غاضب تفكيرآ، ولا يقبلوه مناقشة أو حوارآ ، لأن الذي جاءوا من أجله تسلطآ وحاكمية، وتخاصموا عليه من محاصصة وتقسيم، وما يأملونه من نهب وإستئثار، يناقضه، ويقابله ضدآ، ولا يستسيغ طرحه حوارآ ولا جدالآ، ولا سفسطة غش وخداع ، ولا تمويه تبرير ولا حتى إستغفال.
ولا يكاد يستساغ حتى تصوره خيالآ، وتعقل صورة بلا تصديق وقوع فعل خارجي في أدبيات الطرح الفكر السياسي، للمناقشة والتداول البحثي على مائدة الحوار والحجاج، لأنه ~ وبما يصرون عليه توافقآ ~ لا فسحة له في عالم الإمكان، فضلآ عن الوجوب والحتم اللازم.
ذلك هو وجودهم، وتلك هي غايتهم، فلا تتأمل منهم تغييرآ نحو الأفضل، ولا إصلاحآ نحو الأثمر والأنفع، لأنه لا يخرج من الفاسد إلا الفساد والإنحراف والظلم والحرمان..وفاقد الشيء الصالح لا ينسل إلا خبثآ وطلاحآ.
وهؤلاء هم الذين يحكمون، ويسيطرون على الإنتخابات، ويملكون الجو السياسي الغاصب الفارض الذي يخدم مصالحهم.
وما النصر إلا من عند الله، وما التغيير إلا من المرشح السليم الشجاع القوي الواعي الصالح..وأنى هي فرصته في الفوز، وهو يسبح في بركة ضيقة محدودة مسورة مقفلة محكمة الأقفال، ملؤها تماسيح قابضة، وحيتان بالعة.