الجمعة - 29 مارس 2024

الجزائر من الاوكسجين الى الغابات..!

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


جاسم الموسوي ||

تشهد الجزائر منذ الثمانيات صراعًا مريرا على السلطة .بين التصعيد الذي يخف تارة. وبين الهدوء الحذر ،لكن هذه النيران ظلت تحت الرماد ، وانتظر الجزائرين وبترقب الى اين ستؤول الاوضاع في بلدهم وكلنا يتذكر حركة الإسلاميين بقيادةعباس مدني وبلحاج ومفاجئة صعود الإسلاميين من خلال الانتخابات والتي جرت في نهاية الثمانينات. و كانت صدمة كبيرة في المنطقة بشكل عام وفي الجزائر بشكل خاص ان يفوز الإسلاميون وينتخبهم الشعب هناك ثم بعد رفض تلك النتائج من قبل الحكومة وتشكيكها بها بداء سيناريو المواجهة بين تلك الحركة والتي تبنت باطنها وفلسفتها في المواجهة وهو الذبح والعصيان يقابلها، حكومة استطاعت ان تكشف غاطس هذه الحركة المتطرفة ،بعدها تم استثمار التنوع في الجزائر من قبل الساعين لاضعاف البلد ،وتفعيل مفهوم الانفصال للامازيغين وبين خيار تسليم الحكم للمتطرفين والامازيغية هي قبائل تعيش هناك تمتد على مساحات واسعة لديها ثقافة خاصة من حيث اللغة وحتى الزي والإسلاميين والمدنيين لعبوا دورا تصعيدياهناك . وهذا بحد ذاته منح الحكومة الشرعية ان تستخدم القوة ضد الانفصاليين والاسلاميين وبعد وصول ألرئيس بو تفليقة للحكم من بعد الرئيس بن جديد تحولت السلطة هناك الى مفهوم الرئيس الذي لابديل عنه بل حتى الموت بحيث تم انتخاب بوتفليقة الى دورات متعددة رئيسا للجزائر حتى وهو مقعد
وهذا بحد ذاته كان علاجا ترقيعيا لمشكلة البلد المهدد والمضطرب وبعد الربيع العربي .تحركت القوى السياسية المعارضة للنزول للشارع.واستطاعت السلطة ان تستمر بالحكم وتقاوم حتى هذه اللحظة ثم تنحى بو تفليقة واصبحت النار تتصاعد في الحراك الشعبي والذي استثمر بشكل كبير من قبل اطراف لديها ثأرا من السلطة . وكان شعارالمعارضة الظاهر كيفية المشاركة في السلطة واعادة بناء ألدولة ،اما وجهة نظر السلطة كانت تعلن ان هذه المعارضة هي صناعة خارجية و أجندتها تخدم اعداء الشعب ونظرية المؤامره هي منطق وفلسفة النظام السياسي وقد حاولت الحكومة ان تخترق المعارضة من اجل شقها ولم تتمكن من ذلك والذي زاد .الطين بله هو عجز الحكومة في توفير الاوكسجين عندما تعرضت البلاد الى ازمة جائحة كرونا وبعد ذلك تعرضت الحزائر الى حرائق الغابات وكانت التضحيات كبيرة في الفاجعتين الفايروس والحرائق ؟من هنا بدء تفعيل الحراك من جهة ومن جهة اخرى ان الحرائق التي حصلت في المناطق الانفصالية او التي تطالب بالانفصال وضعت علامات استفهام على تقصد الحكومة في معاقبة الحركة الانفصالية هناك وهنا لعبت المعارضة ومن يريد تقسيم ذلك البلد دورا رهيبا في زيادة الحراك وتحريك الشارع واضعاف السلطة والتي لم تتمكن من معالجة المشاكل كما ان الفساد المالي والاداري والذي اعتادته السلطة في مفاصلها الادارية ،منح المعارضة الشرعية في مواجهة الحكومة والسعي للاطاحة بها . ومن هنا اذكر انني كتبت عن قوس النار الذي يبدأ من المغرب حتى باكستان ولكن هذا لايبرر فشل الحكومات العاجزة والغير شاعرة بالكارثة التي ستحل بالبلاد ،انما الدور السيء لتلك الحكومات هي العامل الاكبر في تمزيق تلك البلدان اذن الجزائر تعيش بين الاوكسجين المفقود وزيادة الحرائق وهذا ربما سيؤدي الى تفاقم الاوضاع حد تقسيم الجزائر