الثلاثاء - 16 ابريل 2024
منذ 3 سنوات
الثلاثاء - 16 ابريل 2024


قاسم العجرش ||

مقدمة: حتى لا يتهمني أحد بأني جزءٌ من منظومة الفساد التي حكمت العراق منذ 2003، أحيله إلى مجمل كتاباتي، سواء هنا في جريدة المراقب العراقي، صحيفة الأحرار الناطقة باسم البواسل الشجعان أصحاب الغيرة العراقية، فضلا عن أني لست موظفا حكوميا أو قياديا في أي حزب، أنا قلم مقاوم فقط.
سبب هذه المقدمة : هو ما يلي من كلام..!
المتن: أمس ذهب إلى الأنبار رهط الجوكرية، بقيادة المدعو ضرغام الصرخي، مُحمَّلًا بالإطارات القديمة، بغية إشعال هذه المحافظة المستقرة، كما أشعلوا محافظات الوسط والجنوب وبضمنها بغداد طبعا، وكان يتوقع أن يستقبله الأنباريون بالولائم والهبيط، وأن يفتحوا لهم مضايفهم ليرتاحوا قليلا، ثم يقوموا على بركة بلاسخارت، بإحراق الرمادي والفلوجة وسائر مدن المحافظة.
الأنبار كانت مستعدة لاستقبالهم، فقد اجتمع شيوخ عشائرها، وأصدروا بيان ترحيب بالقادم العزيز على قلب من أرسله، خلاصة البيان: كل لقمتك وارحل بعيدا عنا، فلا مكان لكم في مدينتنا، كان بيان شيوخ ووجهاء الأنبار مثالا على الدور الذي كان يجب أن يقوم به شيوخ ووجهاء الجنوب لحماية مدنهم، لكنهم لم يفعلوا ذلك ولن يفعلوه قط، لأن مال “طحنون بن زايد” ملأ أفواههم وجيوبهم..!
الفريق ناصر الغنام قائد عمليات الأنبار كان عند سيطرة الصقور مستقبلا، بكل أُبَّهةِ العسكر، لن تدخلوا وعودوا من حيث أتيتم، عكس ما فعله أمثاله من الضباط في مدن الجنوب والوسط، يوم استخذوا خائفين يتوددون لحسوني الوسخ وضرغام وأضرابه، فيما حسوني يهينهم ويكيل لهم الشتائم والسباب والبصاق!
موقف ناصر الغنام لو قام به نظيره في مدن الضيم الجنوبي، وطرد التشارنة مثلما فعل الغنام، لوجدناه الآن مُحالا للإمرة أو محجوزا في ثكنته، منتظرا مجلس التحقيق، لأنه عطل حرية إحراق المدن!
حتى ماري الأنبارية “أم الببسي”، لم تكن موجودة باستقبالهم، وحتى لم تترك لهم صندوق “ببسي” واحد، ليروون به ضمأ الطريق بين الأنبار وبابل حيث أتوا..وا أسفاه عليك ماري..لم نكن نظنك هكذا !
لم نر أيضا بلاسخارت على حدود الانبار، حيث كان يفترض أن تكون موجودة، لتتعاطف مع أحبابها الجوكرية!
الصورة بدت ومعذرة عن قسوة التوصيف،أنهم كالكلاب الجرباء لا أحد يريدهم، واتضح اليوم من كان يدفع التشارنة الجوكرية ومن كان يدفع لهم، وبطريقة مهذبة لكنها صارمة ،قالت الأنبار للتشارنة؛ إحنا مو قشامر مثلكم، وعاد التشارنة بخُفَّيْ حُنين ولم يتذوقوا الدليمية التي كانوا يتمنون!
حتى رعاتهم أمثال ذاك المصاب بعقدة كراهية الوطن الجنوبي، فائق الشيخ علي تبرأ منهم..شني هاي..!
بعد”دكَة” الأنبار بالتشارنة، اتضح أن فتنة تشرين لم تكن تستهدف الفساد على أهميته وخطورته، بل كانت تستهدف محافظات الوسط والجنوب التسع، وكانت تستهدف التعليم والأمن والوحدة المجتمعية، وكان واضحا أنها تريد إحداث انقسام داخل المجتمع في تلك المحافظات.
كلام قبل الىلام: لكن الشيء الأهم الذي كشفه موقف الأنبار من التشارنة؛ أنهم قد تحولوا من حيث يريدون أو لايريدون، ومن حيث يدرون أو لا يدرون، إلى أداة قذرة رخيصة في الصراع السياسي..!
سلام..