الجمعة - 29 مارس 2024

الإسلام البعثي العربي الإشتراكي..!

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


رياض البغدادي ||

من أعظم المخاطر التي تتعرض لها ثورة الإمام الحسين عليه السلام ، هي تلك الدعوات القومية والقطرية ، التي يسوقها بعض دعات الاسلام ( البعثي العربي ) لتشويه ثورة الحسين (ع) ، في قبالة الاسلام المحمدي الأصيل العابر للحدود والقارات ..
ان مبادئ الثورة الحسينية هي ذاتها التي حملها من دافع عن أهل العراق من المتطوعين ، في حربه الشرسة ضد تنظيمات داعش الاجرامية ، مع أنهم غير عراقيين بالوصف القانون ، لمخططات حدود سايكس بيكو ، التي بموجبها اصبحت للدول الاسلامية حدود تفصلها عن غيرها ..
لا نخاف ولا نتردد قيد أنملة ، وقد وطّنا أنفسنا على الشهادة ، ولا تخيفنا التهديدات عندما نعلن رفضنا للتشويه المتعمد لمبادئ ثورة الحسين (ع) ، سواء التي اطلقها السيد ( حميد الياسري ) أو غيره ، بل إنها من أعظم المسؤوليات التي يتحملها الشيعة على مستوى التجمعات والمنظمات ، بل وعلى مستوى الأفراد ، فالحسين الذي يُلهم اهل العراق ويجعلهم جنود مجندة لحماية المقدسات ، في مشارق الارض ومغاربها ، هو ذاته الحسين الذي دفع أهل ايران وجعلهم يتشوقون للشهادة في الدفاع عن العراق ومراقد أهل البيت (ع) فيه ..
إن الخطاب الذي قدمه السيد ( حميد الياسري ) هو بالتأكيد خطاب مرفوض ولا يمثل النهج الإسلامي الأصيل الذي تتبناه المرجعيات والقيادات الدينية الشيعية المباركة ، وبنظرة سريعة على أرشيف خطابات المرجعية المباركة ، سيجد المؤمن الكم الهائل من الرسائل التي وجهها سماحة السيد السيستاني دام ظله ، لتحريك الشعوب البعيدة عن الدائرة الجغرافية التي يعيش فيها سماحة المرجع ، ضد الظلم والجور الذي تتعرض له الشعوب في افغانستان واذربيجان ، واليمن وفلسطين والبحرين وسوريا وغيرها من البلدان ، فكيف يستقيم الكلام القومي الذي اطلقه السيد حميد ، مع سيرة مراجعنا الأعاظم الكرام ، ودورهم العظيم العابر للحدود ، وهو دور خطه لهم أئمتنا من اهل بيت العصمة والطهارة ، ولا يحيد عنه الا من سفه رأيه واعوج فعله من المنحرفين عن خط الإسلام المحمدي الاصيل الذي يمثله خط أهل البيت عليهم السلام ..
ترى كيف يمكن للسيد حميد الياسري أن يقرأ لنا وصية الإمام الغائب عليه السلام ، الذي ورد عنه في التوقيع المبارك حيث يوصي شيعته في قوله ( وأمّا الحوادثُ الواقعةُ فارجعُوا فيهَا إلى رواةِ حديثِنَا ، فإنّهُم حُجّتِي عليكُم وأنا حُجّةُ اللهِ ) ، فهل يتوجب على الشيعة ، أن لا يتبعوا فقهاء الأمة ومراجعها إذا كانوا متجنسين بجنسية دولة اخرى ؟ وهل يتوجب على الشيعة في أفغانستان ان لا يتبعوا أوامر وفتاوى مرجعهم سماحة السيد السيستاني بدعوى أنه خارج الحدود الأفغانية ؟ وهل سيكون واجباً على من يحمل الجنسية الألمانية او الجزائرية أن لا ينخرط في دعوة الإمام المهدي (ع) ان ظهر في دولة العراق او مصر ؟!!
فمالكم كيف تحكمون ؟ وفي أي وادٍ تهيمون ؟ وصدى أي دعوة هدامة ترددون ؟
إنها لعمري شنشنة صهيونية أعاذ الله اخونا السيد حميد الياسري من الوقوع في شراكها ..
وأعاذنا الله والمسلمين جميعاً من إتباع الحمقى والمغفلين ..
ولا حول ولا قوةً إلا بالله العلي العظيم
ــــــــ