الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


عبد الحسين الظالمي ||

العالم يخوض حرب شعواء ضد وباء انتشر كالنار بالهشيم بغض النظر عن مصدره والهدف منه ولكن بشكل عام يبقى هذا الوباء امتحان للبشرية، لذلك جند العالم كل جهوده وامكانيته لتقليل خطر هذا الوباء وأشترط العمل وفق قواعد وبروتوكولات معينه ومنها منع التجمعات وفرض التباعد الاجتماعي بين ابناء المجتمع
لتقليل الاصابة ، وعلى كل حال فالوباء تحدي مصيري لا مجاملة فية .
اذا الوباء تحدي ولكن لمن هذا التحدي ؟
فهل يشمل هذا التحدي من يريدون ركوب غمار التضحية من اجل غاية سامية ومن اجل الوصول الى محبوب طلما نادوا من اجل الوصول اليه
( لو قطو ارجلنا واليدين ناتيك زحفا سيدي ياحسين ) من كان شعاره واستعداده النفسي ان يضحي بقطع الايدي والارجل فهل يقف بوجهه الوباء ؟.
اذا التحدي هو نفس التحدي سواء من سلطة غاشمة تعدم من يذهب الى الزيارة او من يقيم عزاء او كان مرض او وباء او كان جماعة ارهابية تريد ان تحرق كل شىء وتهدم تهدم المقدسات وتنتهك الحرمات .
عندما يكون التحدي يتطلب التضحية وتكون الاستجابة بمستوى وحجم التحدي ، وباء كان او اعدام او حرب تزهق الارواح ، وتجد هناك الملاين
وسط ساحة التحدي تارة استجابة لفتوى تصنع حشدا او تحديا لوباء او سلطة غاشمة تخاف من ضريح الحسين ومع كل هذا الايمان والثقة بالنفس على التحدي هنا يصبح القول والفعل منسجمان ، والصدق بالتضحية واقع حال ،
والايمان حقيقي بان المعشوق يستحق. ليس الكفوف والارجل بل يستحق الارواح والاموال .
هذه التضحية التي اذهلت العالم الذي يعرف من الحقيقة نصف الكأس ويجهل النصف الاخر ، العالم يرى ان تجمع عشرات الالف في بريطانيا في ملعب يحدث كارثه وبائية كبرى فكيف باجتماع سته مليون انسان في مربع لا تتعدى مساحته مجموعة كيلومترات، ناهيك عن ما يناهز
حظور ما مجموعة عشرة ملاين انسان يوميا يجتمعون في امكان متفرقه على شكل مجالس في عموم العراق والعالم ولمدة عشرة ايام بل اكثر من هذا الرقم بكثير وكل ذلك والامور طبيعية جدا والتحدي قائم ، وما يذهل المراقبين ان اعداد الاصابات في تناقص رغم مرور ثمانية ايام على اخر تجمع مليوني في بقعة واحدة وهذه الايام كفيله بمعرفة حجم واعداد الاصابات المرتفعة ان وجدت ، ولكن شىء مخيف لم يقع بل على العكس تماما ، مع فرض ان مئة من هذا العدد مصابين من بين هذه الجموع وفي معادلة هندسية وليس عددية كم هو عدد المصابين الكلي بين هكذا عدد مليوني كان يمكن ان يحدث في الظروف المادية الطبيعية؟.
هذا هو النصف الممتلىء من الكأس اما النصف الاخر والذي يسع الكون وليس نصف الكأس فقط
هو سفينة النجاة ( كلنا سفن النجاة وسفينة عمي الحسين اوسع واسرع ) .
هنا يبطل العجب عندما تصدق الانفس بالتضحية ويصبح المعشوق هو الهدف والغاية ودون ذلك كل مافي الكون يهون ، عندها تكون سفينة الحسين قد استعدت لتحمل الملاين. وتبحر بهم صوب شاطىء الامان ليس من الوباء فاحسب بل من حر نار الدنيا وحر الاخرة و من ضيق النفس وهمومها
ومشاكل الحياة وتبعاتها ، سفينة ربانها الحسين
عليه السلام ومدبر شؤونها وساقيها ابو الفضل وموقد قدر المحبة فيها زينب وحراسها الاكبر والاصغر والرضيع والسجاد والقاسم وال هاشم وحبيب
ومسلم وغيرهم ، سفينة مائها دموع الوفاء حبا لربان السفينة واصحابه واهل بيته ومواساة لسيدة النساء الزهراء فكيف يستطع وباء ان يخترق كل تلك الشهب ويلوث اجواء السفينة ؟ ، سفينة لانراها ولكن الكون والملائكة واصحاب القلوب النقيه يرونها راي العين ويرون اعداد الراكبين على ظهرها .
عند ذلك يصبح اجتماع الملاين على ظهرها لا خوف عليهم ولاهم يحزنون .
بل سوف يعطيهم دافعا قوي لخوض مهرجان الاسى القادم في اربعينية المعشوق في ٢٠ من صفر وهم بكامل الثقه وعلى اتم استعداد للتضحية ، فمن يضحي بدمه لدفاع عن الوطن قادرا على التضحية بعشرات المرات من اجل الدفاع عن المقدسات وحياء المناسبات مهما كان التحدي … قلوب اشتاقت ، وسفينة استعدت ،
نفوس تواقه، وربان يرحب ، والسفينة تسع الكون ، جنة الارض مفتحة الابواب بين الحرمين ، وجنة الاخرة سيدها سيد شباب اهل الجنة (والعباس معزب يوم الضيق )….
ــــــــــ