الجمعة - 29 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


يونس الكعبي ||

شكل انعقاد قمة بغداد لدول الجوار العراقي وبعض الدول الاخرى التي لها ارتباط بالشأن العراقي علامة فارقة في الحياة السياسية للحكومة الحالية ، فقد اتت القمة في الوقت الضائع من شوط الحكومة العراقية وكانت كمن يبحث عن هدف في اللحظات الاخيرة
ورغم ما يحسب لهذه القمة من تواجد لزعماء مهمين في المنطقة وكذلك دول كان لها باع كبير في الشأن الداخلي العراقي
الا ان المتابع لمسار القمة يكتشف ان هذه القمة اغفلت الجوانب التالية:
1- لم يكن هناك تحضير لهذه القمة وانما دعوات مباشرة ذهب بها مبعوثي رئيس الوزراء الى زعماء الدول المدعوين لهذه القمة وبذلك لم تتوضح اهداف هذه القمة قبل انعقادها.
2- لم يتم دعوة دول مهمة في المنطقة ولها ايضا تاثير في المشهد العراقي مثل سوريا ولبنان رغم الترابط الكبير مع هذه الدول ووجود تداخل في المشهد السياسي المتشابه في هذه الدول مع المشهد العراقي.
2- لم تتطرق الدول الداعمة للجهات الارهابية لموضوع الارهاب ولم تعتذر هذه الدول عن الاذى والضرر. الذي سببته للشعب العراقي.
3- لم يتطرق المؤتمر الى موضوع المياه رغم اهميته للعراق كون ان معظم واردات المياه لانهار العراق تاتي من دول الجوار وجزء كبير من امن العراق مرتبط بالامن المائي.
4- لم يتطرق المؤتمر الى الاموال التي وعدت بها الدول في اعادة اعمار المدن المدمرة من عصابات داعش ولم تتبرع اي دولة او تتعهد باي التزامات في هذا المؤتمر
5- لم يتطرق المؤتمر الى سلامة الملاحة في الخليج وضمان امن التجارة وخصوصا ناقلات النفط الخام وهذا الموضوع حيوي للعراق ودول المنطقة.
6- لم يتطرق المؤتمر الى دور المرجعية والحشد الشعبي في حفظ وحدة العراق وان هذا الدور هو السبب في استمرار الدولة العراقية وتماسكها لحد الان.
7- لم يتطرق المؤتمر الى تواجد القوات الاجنبية على الارض العراقية وان وجود هذه القوات واحد من اسباب عدم استقرار العراق وخصوصا القوات الامريكية والتركية.
8- كنا نأمل ان نحصل على وعد من هذه الدول بعدم دعم اي جهات داخل العراق حتى يبتعد البلد عن الاصطفافات الطائفية والقومية.
9- كنا نأمل من الكويت ان تغلق ملف التعويضات نهائيا كبادرة حسن نية في طي صفحة الماضي والذهاب الى علاقات متوازنة مستقبلية.
10- غياب زعماء الدول الثلاث الكبار الفاعلين في المشهد العراقي (ايران- السعودية – تركيا) افقد القمة الكثير من رونقها فيما لو حضر هؤلاء الزعماء واتفقوا على تصفية خلافاتهم وابعاد العراق عن الصراعات.
بالنتيجة يعتبر المؤتمر خطوة في الاتجاه الصحيح كون ان دول الجوار ادركت ان المنطقة بحاجة الى عراق قوي وموحد حتى تستطيع المنطقة العيش بسلام ، وكل افاق المستقبل لهذه المنطقة تعتمد على استقرار. العراق ، ومن هنا نجد هذا الحضور اللافت والتواجد على ارض بغداد رغم خلافات بعض الدول مع بعضها البعض.
ــــــــ