الخميس - 28 مارس 2024

طالعنا ابكى قارئة الفنجان

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


حافظ آل بشارة ||

احترقت كل النبوءات، قارئة الفنجان فحصت حظ اعلام بدر فقالت النكران عليك هو المكتوب ياولدي، ثم اعتذرت بعد ان علمت ان في الفنجان نسكافيه وليس قهوة، لكن نسكافة المرشحين جلبت احلى النبوءات.
على كل حال نعود ونحاول ان نكون مهنيين، فنقول في الايام الأخيرة من الدعاية الانتخابية تصبح الاطراف المعنية بالجهد الانتخابي في كل تحالف واضحة، ورسالتها واضحة ايضا، ومن اجل رسم صورة شاملة لهذه الحملة المكثفة يجب تقسيمها الى :
1- صناع المضمون الاعلامي الانتخابي.
2- وسائل نشر المضمون.
3- مستوى وصول الرسالة وتأثيرها
4- تقييم مجريات الحملة.
في اعلام بدر تم العمل على اساس هذه الخطوات، فمن ناحية صناعة المضمون تم تقسيم الحملة الى اربعة مراحل تنفيذية، لكل مرحلة مضمونها، وفي كل مرحلة هناك صناعة مضمون خاص، وحاليا مازالت الحملة في مرحلتها الثالثة، وابرز ما فيها الاستمرار في ترويج فقرات البرنامج الانتخابي، واستعراض المرشحين لقدراتهم في الخطاب والاقناع والجاذبية الاجتماعية، والعمل على استمالة الجمهور المتردد، والفات نظر الجمهور الى التهديد الخطير من خارج المشهد، والدعوة الى وحدة الصف والتركيز على حلول الازمات حسب الاولوية .
في هذه المرحلة محور الحركة والاقناع هو المرشح، والمرحلة كلها مرحلة اقناعية، في البداية اللجنة التي اختارت المرشحين ركزت على عنصرين :
الاول : القاعدة الاجتماعية المؤيدة الضامنة للفوز من العشيرة وابناء المنطقة في نظام الدوائر الجديد .
الثاني : منجزات المرشح السابقة سواء كان مرشحا مكررا او مرشحا جديدا قدم سابقا خدمة للناس من خلال وظيفته بأي شكل من الاشكال .
اما العنصر الثالث الذي يؤخذ به في الانتخابات فهو قدرة الظهور الاعلامي للمرشح وقدرة التأثير في الناخبين، هذا العنصر له علم يقننه يسمى (صناعة الرمز) ومعناه صناعة الشخصية المؤثرة والمقنعة، من ناحية شكل الجسم والوجه والزي ولغة الجسد، التي تشكل الكارزما الخاصة بالمرشح، وفي اعداد الرمز يتم الجمع بين عناصر الجاذبية التكوينية والعناصر المكتسبة بالتدريب وتنميتها.
من ناحية صناعة المضمون انتجنا مضمونا ممتازا، ساهم في صناعته، الامين العام حيث كان صانع المضمون الاول، الامين العام المساعد، قيادات المنظمة، حشد من الكتاب، حشد من المدونين، انتج المكتب المركزي ومركز الدراسات الخطاب السياسي، الخطاب الاعلامي، المقالات الموجهة، التحليلات الموجهة، النصوص المكثفة والموجهة، النصوص الخاصة بالمرشحين الجاهزة ليستخدموها كخطاب حضوري، كل اشكال المضمون تم انتاجها، المضمون اللغوي، الصوري، الفيديو، الدراما، البوستر، وكانت وسائل التسويق تلفزة على مدار الساعة واعلام الكتروني على كل المنصات من فيس بوك وتويتر وتلغرام وتك توك وغيرها واعلام حضوري ميداني، وطرق الابواب، والاعلام الطرقي.
أين المشكلة : كان المطلوب من اللجنة العليا للانتخابات ان تعير مسألة تدريب المرشحين ومتابعة اداءهم اهمية خاصة، سواء كانوا تابعين بالولاء او تابعين بالانتماء او تابعين بالتحالف، كان التدريب والاختبار والتقييم اقل من المطلوب، اعلام بدر قام بتدرب الاعلاميين، وبعض المرشحين مع انه ليس من مهامه .
كانت المخرجات جيدة لكنها لم تكن بمستوى الطموح، اعتقد ان السبب يكمن في اطمئنان المرشحين الى الفوز بسبب العنصرين السابقين واهمال العنصر الثالث وهو الاعلام التقليدي والاعلام الحضوري، اعتقد ان لدى اغلب المرشحين والمرشحات حظا يحطم الصخر، ولا نعرف فنجانهم او ابراجهم لكنهم موفقون والدليل على ذلك ان تقصيرهم يعلق في رقاب الاعلاميين الذين لا ينامون فيخرجون منه كالشعرة من العجين . ولسان حالهم يقول :
أنام ملأ جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
والخلق هنا هم الاعلاميون ومساعدوهم
المهم ان يهتم الجميع بالمرحلة الرابعة الاخيرة التي عناوينها استفززازية، وتستغرق الايام العشر الاخيرة قبل الانتخابات، وفيها الهجوم والدفاع والمفاجئات الانتخابية، وقد نفصل وقائعها في مقال آخر باذن الله تعالى .
ــــ