السبت - 20 ابريل 2024
منذ 3 سنوات
السبت - 20 ابريل 2024


حسن كريم الراصد

قد نحتاج تقييم لكل مرحلة مفصلية تؤثر في مستقبل البلاد وتمثل منعطفا حادا في مسيرة الاحداث . وقد لا يتفق معي البعض وقد يشتمني لاني كتبت تحليلا من زاوية شخصية ولكنه مبني على مقدمات منطقية ولكن لا يجب ان تمنعنا الشتائم من وضع تلك التقييمات التي تمثل توثيق لاخطر مرحلة تمر بها ارض السواد..
فالمعركة الانتخابية ستضع اوزارها بعد ايام وسيطمس فصولها ظهور النتائج ومعركة الكتلة الاكبر والتحالفات والتي ستكون اشرس واشد فتكا بالخصم السياسي الاخر.
فالحملات الانتخابية للاحزاب الشيعية كانت هادئة بعض الشيء اذا ما قورنت بالحملات السابقة.
ولم يحدث كسر عظم كما حدث في المتنافسين من الاحزاب السنية التي وصلت حد الاستعراضات بالبرنو لاخافة المنافس وترهيبة .. وكذلك القطيعة والتشظي الذي حصل بين المتنافسين الاكراد الذي ينبأ بانتهاء شهر العسل والعودة للمناكفات والحرب الباردة التي سبقت الصراع المسلح بين الفصيلين الكرديين منتصف تسعينات القرن الماضي..
فالاحزاب الشيعية توحدت مضطرة ونظمت صفوفها خشية المستقبل بعد ان شعرت انها ستفقد امتيازات الكتلة الاكبر في تكوين هذه الكتلة وتشكيل الحكومة بعد ذلك بعد ان دق برهم صالح ناقوس الخطر قبل عام واعلن عن نيته تعيين رئيس وزراء خلفا للمنتفجي ان لم تتوصل الكتل الشيعية من فعل ذلك بعد ان لم تفضي حواراتهم الى الاتفاق على شخص رئيس وزراء ورضخوا بعد ذلك لخيار الكاظمي فكان كأكل لحم الخنزير للمضطر خشية امضاء ارادة برهم صالح لتكون سابقة وسنة تسلب المكون الاكبر ذلك الامتياز الدستوري الغير معلن..
لذلك فان القوى الشيعية استشعرت الخطر المحدق بها جميعا فالتفت حول نفسها وقررت ان ترضى بالحمى بديلا عن الموت الذي رأته بعد جائحة تشرين . فالكتل الشيعية متفقة جدا باستثناء تيار مقتدى الصدر الذي بقي خارج السرب ممنيا النفس بان يحقق اصوات تؤهله لان يكون الكتلة الاكبر التي ستشكل الحكومة باغلبية مستعينا بالتحالف مع المكونات الاخرى ان احجمت الكتل الشيعية عن التحالف معه. ومن ثم انكشف له استحالة حدوث ذلك وجاء بيان المرجعية ليقتل ذلك الحلم تماما بعد ان ارتفعت اسهم الكتل الاخرى بلحاظ ان جمهور الاغلبية الصامتة هو من يقرر من هو الفائز باكثر المقاعد ان قرر الاشتراك..
بعد تلك التطورات على المشهد هدأت الحرب الكلامية بين القوى الشيعية وباتوا يجتمعون بممثلين او بالمباشر في ملتقى الاطار الوطني الذي حقق نجاحا في توقيع ميثاق شرف بالابتعاد عن التسقيط والحملات القذرة.
ولكن بقي جمهور تلك القوى يتصارع بناءا على متبنيات صراع الامس وهو يظن ان العامري في صراع مع الحكيم والمالكي متقاطع مع العامري والخزعلي قطع المودة مع الحكيم والعبادي يرفض الخزعلي . ليبقى جمهور الاحزاب في صراع وهمي معزول عن اجندة قادته ولا يعلم ان هنالك اتصالات مكثفة بين القوى الشيعية تحضر لمرحلة ما بعد الانتخابات ولن تترك ثغرة يستغلها الخصوم كما استغل برهم ذلك في فلتة وقانا الله شرها…
وبالتالي يجب على جمهور هذه الاحزاب ان يضع اسلحته جانبا فقد وضعت الحرب اوزارها وسيفاجئ عندما يجد ان خصوم الامس قد اصبحوا من اشد الاصدقاء وان من يسمونه طريد المرجعية وضع يده بيد من يسمونه ابن المرجعية وان من يطالب بحل الحشد سيأتلف مع من يدعمه وان قوى الدولة واللادولة ستسعى مضطرة لتشكيل الكتلة الاكبر لان لا مناص لها من ذلك وانها ستغرق جميعا ان لم تصلح المركب الذي يقلها جميعا.
والدليل على ذلك اني لم اجد مهرجانات انتخابية قامت على تسقيط الخصوم ولا خطابات تحدت الشقيق المنافس ولم تظهر فيديوات مفبركة لضرب المنافس معدة في استديوهات قنوات الاحزاب المتنافسة كما حدث في الانتخابات السابقة وما يجري اليوم هو معارك وهمية جانبية تحدث بين جماهير تلك الاحزاب في منصات التواصل وهي بمعزل عن الماكينات الانتخابية وباجتهادات شخصية مبنية على افتراضات ظنية وتراكمات تاريخية ولى عليها الزمن واندثرت بفعل التقادم وبعد ان دخل عنصر المصالح السياسية وبعد ان شعر الجميع بالخطر الذي قد يداهم المكون الاكبر ان حدثت فلتة كالسابقة ولم يقينا الله شرها..