الجمعة - 29 مارس 2024

عوامل الحاسمة في تغيير..عداد أرقام الإنتخابات النيابية

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


د.محمد العبادي ||

كرأي شخصي وخلال معاشرتي لطبقات واصناف مختلفة من الناس لم أجد إلا النادر الأندر والذي لا يكاد يذكر يتحدث بتفائل عن السياسيين العراقيين .
لا أدري لعل ذلك يرجع إلى طبيعة المشروع الخارجي المرسوم للمنطقة والذي يستهدف تدمير الإنسان وحياته بأيد محلية وأدوات اقليمية، والذي يجري تطبيقه من خلال صناعة الفساد وحمايته، ونصب اعمدته التي تقاوم أعتى الأعاصير الجماهيرية .
مشروع كبير وخطير تكثر فيه الالقاءات الإعلامية السلبية والصدمات النفسية التي يتلقاها الناس وهم لايستطيعون لها دفعا .
نعم لقد نجح بعضنا في يوم الضراء وحين البأس، لكنه سقط في نعمة السراء واصبحت هي هدفه وكانت فيها قاضيته .
لعل تلك التفسيرات السلبية قد تغلغلت متسللة الى نفوس الناس بعد أن انشغل أصحاب الهم الكبير في نعمة الرخاء (يرفلون بالدمقس وفي الحرير)، لقد كنا نتفرج عندما دخل الناس في نفق التيه الثقافي والاجتماعي. نعم شغلتنا اموالنا وأهلونا ومناصبنا عن كل ذلك .
عود على بدء فإن تصاعد عداد الأرقام عند بعض الجهات السياسية وخاصة التيار الصدري ونزوله عند بعض الجهات يرجع إلى ما يلي:
🟢 التخطيط المسبق لخوض المنافسة الانتخابية : حيث عمل التيار الصدري على تنظيم قاعدته الجماهيرية في التصويت وتوزيعها على المرشحين.
🟢حضور الناخب الصدري وعزوف الناخب لدى الجهات السياسية الاخرى: لقد حضر التيار الصدري للإنتخابات بكل جماهيره في حين عزفت الجماهير الأخرى عن مساندة مرشحيها .
🟢 إفتقار أغلب المرشحين من الجهات السياسية الأخرى للأهلية اللازمة لجذب الناخب العراقي : لا أدري كيف تم دراسة تلك الشخصيات وتهجي فصول حياتها العملية، لأن كثير منهم يفتقر إلى الأهلية اللازمة، وبعضهم ثبت فشله سابقاً، كما أن تحديات المرحلة القادمة تحتاج إلى نواب يتمتعون بالكفاءة والخبرة والنزاهة والثقافة والوعي والشجاعة.
على كل حال فإن تلك الجهات كانت حساباتها خاطئة في تقييمها للمرحلة القادمة ومَن يمثلها فيها.
🟢 الطاعة والانضباط عند التيار الصدري : اظن ان هذه النقطة متفرعة على نقطة حضور الناخب؛ فالتيار الصدري رغم انه قليل التجربة في العمل التنظيمي قياساً مع الأحزاب العتيدة، لكنه تفوق على الجميع في حشد الأصوات، وتنظيمها وتوزيعها على مرشحيه .
ربما كانت هناك عوامل أخرى لم تنل ذكرها هذه السطور المتواضعة، لكن بتصوري أن هذه الإنتخابات ونتائجها فيها أكثر من رسالة ودرس يستحق التوقف عنده .
ـــــــ