الخميس - 28 مارس 2024

حفيدات زينب في دور العبادة وساحات الشرف

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


رجاء اليمني ||

نقرأ أهمية تواجد المرأة اليمنية في ساحات الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف _ من خلال موقف بيت النبوة وموقف زينب عليها السلام في بلاط يزيد بن معاوية. فالسيّدة زينب حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) , هي أوّل سيّدة في دنيا الإسلام صنعت التاريخ ، وأقامت صروح الحقّ والعدل ، ونسفت قلاع الظلم والجور ، وسجّلت في مواقفها المشرّفة شرفِا للإسلام وعزًا للمسلمين على إمتداد التأريخ .
لقد أقامت سيّدة النساء صروح النهضة الفكرية ، ونشرت الوعي السياسي والديني في وقت تلبّدت فيه أفكار الجماهير , وتخدّرت وخفي عليها الواقع ؛ وذلك من جرّاء ما تنشره وسائل الحكم الاُموي من أنّ الاُمويِّين أعلام الإسلام وحماة الدين وقادة المتّقين ، فأفشلت مخطّطاتهم , وأبطلت وسائل إعلامهم ، وأبرزت بصورة إيجابية واقعهم الملوّث بالجرائم والموبقات وانتهاك حقوق الإنسان. كما دلّلت على خيانتهم وعدم شرعيّة حكمهم ، وأنّهم سرقوا الحكم من أهله ، وتسلّطوا على رقاب المسلمين بغير رضًا ومشورة منهم .
وهذا بالضبط ما تقوم به المراة اليمنية، وكيف بينت للعالم زيف المجتمعات الأخرى، وان اليمنية تسير على نهج آل البيت عليهم السلام.
لقد أعلنت ذلك كلّه بخطبها الثورية الرائعة التي وضعت فيها النقاط على الحروف ، وسلّطت الأضواء على جميع مخطّطاتهم السياسيّة وجرّدتها من جميع المقوّمات الشرعيّة .
وتجسّدت في حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) جميع الصفات الكريمة والنزعات الشريفة ؛ فكانت أروع مثلٍ للشرف والعفاف والكرامة , ولكلّ ما تعتزّ به المرأة وتسمو به في دين الإسلام .
لقد ورثت العقيلة من جدّها الرسول (صلّى الله عليه وآله) ومن أبيها الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) جميع ما امتازوا به من المثل الكريمة ، والذي كان من أبرزها الإيمان العميق بالله تعالى ، فقد ضارعتهما العقيلة في هذه الظاهرة .
وقد روى المؤرّخون عن إيمانها صورًا مذهلة؛ كان منها أنّها صلّت ليلة الحادي عشر من محرّم ، وهي أقسى ليلة في تأريخ الإسلام ، صلاة الشكر لله تعالى على هذه الكارثة الكبرى التي حلّت بهم ، والتي فيها خدمة للإسلام ورفع لكلمة التوحيد .
وكان من عظيم إيمانها وإنابتها إلى الله تعالى أنّها في اليوم العاشر من المحرّم وقفت على جثمان أخيها ، وقد مزّقته سيوف الكفر , ومثّلت به العصابة المجرمة ، فقالت كلمتها الخالدة التي دارت مع الفلك وارتسمت فيه قائلةً : « اللّهمّ تقبّل هذا القربان ، وأثبه على عمله … ».
تدور الدول وتفنى الحضارات وهذا الإيمان أحقّ بالبقاء وأجدر بالخلود من هذا الكوكب الذي نعيش عليه .
وهذا بالفعل ما تسير عليها. المرأة اليمنية من خلال الالتزام بحدود الله كي ترفع صورة واضحة لدول الطغاة في التزامها. كيف لا ونحن أهل اليمن نسير على نهج آل البيت.
فتجد بيننا أم الشهيد والجريح والاسير والمفقود ومع ذلك تخرج إلى محراب العبادة وساحات الشرف لتصلى لله صلاة الشكر على النعمة العظيمة التي حصلنا عليها وهي نعمة الشهادة والهبة لله سبحانه وتعالة والتي لارتساويها أية نعمة.
فخروجنا الى الساحات لترتفع الأصوات لبيك يارسول الله لبيك ياحبيب الله منذ القدم إلى الازل رغم الجراح رغم الحصار رغم الموت رغم التآمر رغم العدوان لازالت قلوب اليمنين يملؤها الإيمان والسير على نهج العتره الطاهره
لبيك يارسول الله تلبيه من كل أم قدمت في سبيل الله لتنال رضا الله ورضا رسوله وآل بيته.
ولا يسعني في هذا المقام العظيم سوى أن أذكر ان كل الاسر المنتجة التي شاركت في هذا الاحتفال العظيم وكان لها يد فعلية في المشاركة من خلال التجهيزات للمولد النبوي فكان لدينا نحن مركز وابل للأسر اليمنية المنتجة بصمة في هذه التجهيزات. فقد تزينت صعدة ببعض منتجاتنا
وتزينت صنعاء وذمار واب ببعض من منتجاتنا ايضًا. وكانت رسالتنا لدول الاستكبار والطغاة بسيطة من خلال منتجاتنا لن نُكسر ومنا هذه الدماء الطاهرة التي سفكتم وهي تدافع عن دين الله وعن رسوله وآله وعن الأرض والعرض وهي في سفينة الحق والنجاة وسوف نكسر هذا الحصار الجائر بكل سواعد الشرفاء والمخلصين دام ونحن في سفينة النجاة ونحن أنصار لله ولرسوله وللمؤمنين ولايسعني إلا أن أقول.
لبيك يا رسول كلمه لا تنطقها الألسن بل كلمة تجري مجرى الدماء في العروق وتسكن بين الضلوع.
لبيك يا رسول الله سبب صمودنا سبب إنتصارنا سبيل نجاتنا سبيل النجاة إلى يوم الدين وبذلك سنكون إلى أن يتحقق العدل السماوي على الأرض وهذا ما تقدمه المرأة اليمنية في ساحات الإحتفال بذكرى مولد خير خلق الله.
وفي الأخير لا يطيب المقال الا بالصلاة على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.

والعاقبة للمتقين