الخميس - 28 مارس 2024

بابل .. بوابة الإله أم بوابة الشيطان ؟!

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


الكاتب إيليا إمامي Ailia_Emame ||

* بعد أسبوع واحد فقط من سقوط صدام توجه سؤال للسيد السيستاني دام ظله .. حول أعظم خطر يهدد العراق ؟ فقال : ( خطر طمس هويته الثقافية التي من أهم ركائزها هو الدين الإسلامي الحنيف )
وهذا يعني أن الخطط المحسوبة لتنفيذ ذلك معدة مسبقاً وتطبق بالتدريج .. ويعني أن المرجعية تنتظر من الناس الدفاع عن دينها وثقافتها و ( هويتها الحسينية ) .
* إذا كان الأمر كذلك .. فهل ستكون بابل بوابة تنفيذ هذا المخطط بشكل رسمي ؟ دعونا نعود قليلاً للوراء .. والى التسعينات تحديداً :
(( من نبوخذ نصر الى صدام حسين ، بابل تنهض من جديد ))
* هذا هو الشعار الذي رفعه صدام لإقامة مهرجان بابل .. و بينما كان أهالي بابل يعانون للحصول على لقمة الخبز .. كان صدام يدعو فرق الرقص والغناء من فلسطين والأردن وتونس وغيرها .. ليملأ أفواههم بالدولارات .. مقابل بعض الأغنيات والرقصات التي تمجد القائد !! ويبقى أهل الحلة .. على خبز وشاي.
وهؤلاء العرب المستفيدون من صدام ومهرجانه البابلي هم من تراهم اليوم يقودون الحملات الفيسبوكية للترحم عليه وسب الشيعة الذين سلموه للإعدام !!
* أما الشخص المتدين من أهل الحلة .. والغيور على الدين والمواكب الحسينية .. فتستمر صراعاته وامتحاناته من زمن صدام وطغيانه .. الى زمن الحكومات المحسوبة على الشيعة وفسادها !! ويحق له أن يرفع شعار (( من صدام الى الفاسدين .. بابل ستغرق بالطين ))
* لقد كان خادم الموكب الحسيني كلما يبذل بعض الأموال لخدمة الحسين عليه السلام .. يخرج له ألف شيطان بألف لسان .. ويتفلسف حول هذا الصرف ويقول ( أعطوها للفقراء ) .. لكن الألسن تخرس عندما يتعلق الأمر بأجازات بيع الخمور و صرف المليارات من قوت العراقيين على خمسة أيام من الرقص !! و تبقى شوارع الحلة ومجاريها وبنيتها التحتية منهارة بالكامل !!
* فسبحان الله على هذا الابتلاء للحسينيين الحقيقين .. يشاهدون خيرات الحلة والعراق في زمن حكومة صدام العلمانية تذهب الى جيوب المغنيات والراقصات من الدول العربية .. وفي زمن حكومة الفساد التي تسمى إسلامية .. تذهب لنفس الجيوب .. وفي الحالتين نحن المعذبون الذين يرقص الجميع على جروحنا !!
* أوجه كلامي الى كل غيور في الحلة .. والى كل من يساندهم من عموم العراق .. هل تريدون بابل ( باب إيل أو بوابة الإله ) تبقى على عنوانها الذي قدره الله لها .. أم تتحول الى بوابة الشيطان ؟ بإجازات بيع الخمور وأنواع التهتك والتحلل الذي يرفضه العراقيون بعشائرهم ومواكبهم وكل ذرة غيرة فيهم ؟ هذا أمر أنتم تقررونه وتجيبون عليه .
* هل يتوقف طلب الحسين للإصلاح ؟ ألم يقل الحسين عليه السلام عن يزيد ( يزيد شارب الخمور وراكب الفجور ومثلي لايبايع مثله ) فهل خدمتنا للحسين عليه السلام تعني أن نكتفي بإطعام زواره .. بينما شرب الخمور وركوب الفجور على بعد أمتار من مواكبنا ؟
* إذا كان الحسين يقول ( هيهات منا الذلة ) فصدقوني .. نحن أيضاً هيهات أن نتحول الى دواجن خائفة من الدفاع عن دينها بسبب لسان طويل هنا .. وشخص متردد هناك.
* والى هنا سوف يسكت لساني القاصر ويبقى الكلام لآل محمد عليهم السلام ( وأهم شي تنتبهون للترقيم ٧ ) :
١) عن رسول الله صلى الله عليه وآله مخاطباً المدافعين عن أهل المعاصي : (( إن الله ليغضب إذا مُدِح الفاسق )) وعنه أيضاً (( إذا مُدِح الفاجر اهتز العرش وغضب الرب )).
٢) عن الإمامين الصادقين عليهما السلام مخاطباً من يعرفون الدين صلاة فقط ولا يعرفون الوقوف بوجه الباطل : (( لا دين لمن لا يدين الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )) و عن الإمام علي عليه السلام : (( غاية الدين الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر )).
٣) عن الإمام الكاظم عليه السلام مخاطباً الخانعين (( لا دين لمن لا مروة له ))
٤) عن الإمام الصادق عليه السلام مخاطباً من يسكتون خوفاً من كلام الناس : (( إياكم والتهاون بأمر الله عز وجل، فإنه من تهاون بأمر الله أهانه الله يوم القيامة ))
٥) عن الإمام الباقر عليه السلام في كلامه مع أهل المجاملات : (( فأنكروا بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم، وصكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم )).
٦) عن النبي صلى الله عليه وآله : (( لا يمنعن أحدكم هيبة الناس أن يقول الحق إذا رآه أو سمعه )).
٧) عن الإمام الصادق عليه السلام في قصة شخص يعرف الدعاء فقط ولا يعرف العمل والغضب لله : (( إن الله عز وجل بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلباها على أهلها، فلما انتهيا إلى المدينة وجدا رجلا يدعو الله ويتضرع… فعاد ( أحدهما ) إلى الله، فقال : يا رب إني انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلاناً يدعوك ويتضرع إليك، فقال الله تعالى : امض لما أمرتك به، فإن ذا رجل لم يتمعر وجهه غيظا لي قط !! ( أي لم يكلف نفسه حتى بظهور الغضب على ملامح وجهه عندما شاهد المعصية ).