الجمعة - 29 مارس 2024

الطارمية بين حشدٌ مضحي وسياسيٌ متآمر

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


مهند حسين ||

طريق الموت، مثلث الموت، منطقة الموت اسماء اطلقت على مناطق في شمال وشرق العاصمة بغداد تحديداً بعد الاحتلال الاميركي للعراق، هذه المناطق كان يستخدمها “المقاومون” لذلك الاحتلال الغاشم، لكن سرعان ما تحولت إلى ملاذاً امناً للارهاب وبحماية سياسية بحته.
لا يكفي وغير مهم ان نقول انهم ابطال وانهم سطروا اروع ملاحم البطولة في سجل التاريخ، نعم هذا لا يكفي ابداً لانها فعلاً هي هذه الحقيقة، حقيقة ابطال الحشد، لكن علينا الحديث عن من يغدر بهم، اي نوع كان من انواع الغدر، فلا مجال للسكوت وهذا الدم الطاهر يراق بلا سبب.
سياسي في منصب رفيع في الدولة يدلي بتصريح ويشير اشارة خجولة لا تتناسب مع حجم الكارثة التي يعيشها العراقيون، يشير الى ان السبب في استشهاد عناصر من الحشد في منطقة الطارمية، هو ممانعة بعض السياسيين من اقتحام المنطقة و تجفيف بؤر الارهاب فيها، ويقول السكوت بسبب المجاملات السياسية، ويعلن شجبه واستنكاره لهذا الفعل !
تصريحات امثال هؤلاء السياسيين تثير الغضب، وما يثير العجب هو لماذا لم تقول وبتصريح واضح ان فلان وفلان هم من يعرقل اقتحام وتنظيف الطارمية من الارهاب، لم انت تلمح ولا تنطق بالحقيقة كاملة، ومعروف عنكم الشجاعة والاقدام، فمن الذي يمنعك ؟ الحصانة ملك لك ولديك، والشارع لك وفيه من الانصار الكثير الكثير .
ذاكرتنا مشبعة بتسميات مناطقنا تسميات مميتة، وحتى خوفنا من عودة الطائفية قد ذهب وولى، لاننا استوعبنا الدرس، وعرفنا من الذي يتلاعب بنا، ونحن لا نجامل ولا نستحي من الحق، نحن فقط ينقصنا الدليل القاطع، والبرهان الناصع، وهذا ما تملكونه انتم ايها الشرفاء من ساستنا، يكفي استخفافا بدماء ابنائنا الابطال، فالجميع سيقف امام الله .
متى نرى تسمية الاشياء بمسمياتها متى يستفيق الجميع شعباً وسياسيين لا الشعب ينهض ويحاسب، ولا السياسيين ينتفضوا ويطهروا صفوفهم من الخونة، ويبقى الدم العراقي كل يوم يسقي هذه الارض، ارض اصبحت تكرهنا نحن من يمشي عليها، سكوتنا جميعاً اصبح مخجلاً جداً ولايليق بانسانيتنا ابداً، سكوتنا جبن مابعده جبن، وعار مابعده عار، ولا تلمني ايها السياسي المنتقد .
فقولك اعده انا هواء في شبك، ولا يتعدى كونه استنكارا يشبه استنكار الحكام العرب منذ اول يوم في احتلال فلسطين، ونحن لا نملك هذا الصبر الطويل، نحن كشعب سنستفيق، ونحاسب كل خائن، وكل من سبب الاذى لحشدنا وكان السبب في اراقة هذه الدماء .