الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


مهند حسين ||

كثيراً ما نشاهد بحركتنا اليومية في شوارع البلاد وأزقتها، صوراً مختلفة من الإعلانات الضوئية وغيرها من الشاشات الإعلانية الكبيرة وبمختلف الدعايات التي تهدف الى إقناع الآخرين بشراء هذه السلعة أو تلك، لذلك نجد تلك الشركات مهتمة جداً بتزيين أعمالهم وصور إعلاناتهم، وبذلك الذي يتحقق هدف شركات الانتاج التي تبحث عن التسويق للوصول الى الشهرة و بالنتيجة الوصول الى الربح المالي..
بالمقابل نجد صور أخرى في نفس الشوارع والأزقة لكنها مختلفة بعض الشيء، فهي صوراً تظهر وجوه رجالٍ أكل التراب جزءً من جبينهم والبسمة واضحةً على محياهم، مكتوبٌ على صورهم (الشهيد المجاهد البطل) فماذا يريدون أؤلئك الشهداء، هل يريدون شهرة، هل يريدون تسويقاً لجمالهم، أم ربحاً مالياً لهم؟
إن معرفة الإجابة على تلك الأسئلة بحد ذاتها كافية لمعرفة حقائق مهمة نعيشها ونشاهدها في حياتنا اليومية لكننا غافلين عن معرفة أهميتها..
هنا يجب أن نُميز بين ما يطرحه الغَرب، الذي يحاول استغلال الشعب من خلال نشر الدعايات الفكرية والثقافية الهزيلة، التي أوصلت المجتمع الى ما نحن عليه من دَمار وضَعف وخَراب، وبين من يترجم الأفكار والثقافات المحمدية الأصيلة، الى واقع عملي يكون نتيجته كنتيجة الإمام الحسين (عليه السلام)، حينما قدم نفسه قرباناً في سبيل الحفاظ على المبادئ والقيم والمتبنيات الإسلامية الجليلة.
هنالك آيات قرآنية تصف الذين يسيرون على خط الشيطان و كيف أن الشيطان يغرهم و يجمل السوء في أعينهم كقوله تعالى :(وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
نلاحظ في هذه الآية الكريمة إن أخطر شيء على الأنسان أن ينقلب قلبه، وينتكس فهمه فيرى سوء العمل حسناً، ويرى الباطل حقّاً، والضلال هدىً، والخطأ صواباً، وذلك بتزيين الشيطان أعماله السيئة، إن هذا هو أحط دركات الجهالة، وهو أشد أنواع الخذلان، وهو أفدح الخسران، ويأتي هذا التزيين على شكل مبررات يسوقها الشيطان لضحاياه لتبرير أفعالهم ؛ فالذي يزني، ويأتي الفواحش يزين له أنه يمارس حريته الشخصية، والذي يسرق ويختلس يزين له أنه يستعين بذلك على تكاليف الحياة، والذي يمارس الدكتاتورية، والقهر والظلم يزين له أنه يحافظ على وحدة الشعب، وتماسكه من الدعوات الطائفية والعرقية وهذا ما يبتغيه العدو .
يجب أن نفهم إن الشهداء هم الذين ساروا على الطريق الصحيح وحققوا الهدف، ولكن أيُّ هدف، هل الهدف ذلك الذي يبحث عنه أصحاب شركات الأنتاج بتحقيق الربح المالي والتجاري؟ الجواب : كلا ، إنما الشهداء الذين نرى صورهم في الأزقة والشوارع حققوا بتضحياتهم هدف الحفاظ على حياة الآخرين فأصبحوا وطن ، فلينظر كل فرد منا ماذا يجب عليه أن يقدم لهذا الوطن ؟