الجمعة - 29 مارس 2024

المكان بالمكين….لا تنازل عن حرمة كربلاء

منذ 5 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024

عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي

شكلَّ البرنامج الإحتفالي بمناسبة إقامة بطولة غرب آسيا لكرة القدم في ملعب كربلاء الدولي سابقة خطيرة في هتك قدسية كربلاء وبعدها الديني العقائدي في نفوس محبي المولى أبي عبدالله الحسين صلوات الله وسلامه عليه؛من حيث تظمين هذا البرنامج فقرة خاصة ؛ حيث وجود نساء يحملن المعارف وارتداء زي خاص يحاكي مرحلة تاريخية،عندما كانت الجواري والقيان تتمايل طرباً في بلاط الملوك والأمراء الأمويين والعباسيين على حد سواء التي بقيت عالقة في أذهان الكثيرين وذاكرتهم الحمراء، ممن صلحت بصيرتهم، فصاروا يحسبون لكل حركة ولكل تصرف من أعداء الهوية الحسينية ألف حساب.
لقد حسبوا أن شيعة ومحبي المولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام تمر عليهم هذه الواقعة مروراً طبيعياً لجس نبض الشارع العراقي بوجه خاص ، ومدى تعلق الأمر بمقدس من أعظم المقدسات الإسلامية في نفوس العالم الإسلامي وحتى غير الإسلامي للتمهيد لخطوات قادمة تكون اشنع ، لو قوبل بالسكوت من قبل المجتمع الإسلامي والشيعي بوجه خاص. 
إن ثورة الإمام الحسين عليه السلام الإصلاحية ،التي كان نتاجها إراقة دمه الطاهر على يدي أعتى قوه طاغوتية في ذاك الزمان، انتهكت حرمة الإسلام لتصَّير الدين الاسلامي شكلا أجوف لا روح فيه ،مفرغ من كل معاني الفضيلة والشرف والكرامة الإنسانية التي جاء بها نبي الإنسانية الرسول الخاتم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه.
المرجو من عموم المجتمع الإسلامي أن يقف وقفة مشرفة بوجه أي محاولة للعبث بمشاعر المسلمين وهتك مقدساتهم من قبل القائمين على هذه البطولة،لأنه يمثل إيصال رساله واضحة إلى العالم المدعي التحضر والحرية،بأننا سائرون على نهجكم ونحذوا حذوكم ولا وجود لشيء مقدس في ادبياتنا الثقافية والحضارية.
فهذا الإرتباط الوثيق بين ثورة الإمام الحسين عليه السلام وأي حركة إصلاحية في الدولة والمجتمع والتغيير نحو الأفضل ؛ كان لقضية كربلاء المقدسة حجر الزاوية لأنها تمثل الارتباط الوثيق بين الثورة والثوار من جانب والثائر الشهيد أبي عبد الله الحسين عليه من جانب آخر؛حيث قالها الإمام روح الله الخميني رضوان الله عليه ، عندما خط طريق الثورة التغييرية واجتثاث الفساد بكافة أشكاله وصوره للتمهيد لدولة المصلح العالمي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء حيث قال الإمام الخميني رضوان الله عند ذكر الإرتباط الوثيق بين الثورة الحسينية وثورته التي زلزلت عرش الكاغوتية البهلوية:
“إنّ كل ما لدينا من محرم وعاشوراء” بهذا يعبر أمير البيان في زماننا الحاضر الإمام الخميني العظيم”قدس سره” عن سر انتصار الثورة الإسلامية ومصدر جميع الانجازات التي تحققت على يده الشريفة.
فيا محبي المولى أبي عبد الله الحسين لا جعلوا هذه الواقعة تمر دون حساب ، ليكون ترتيب الأثر عليها قاسياً وتكون صفعة مدوية بوجه الذين تخلوا عن نهجهم الحسيني والمضي نحو زيف الحضارة الغربية وشذوذها الصارخ.