الحكومة الجديدة والإنسحاب الأمريكي
ضياء المحسن ||
أصدر مجلس النواب السابق قرار بإخراج القوات الأمريكية من العراق، والذي جاء على خلفية إستشهاد قادة النصر، خاصة بعد أن انتفت الحاجة لوجود هذا العدد من القوات المقاتلة سواء كانوا تحت عنوان مقاتلين أو مستشارين عسكريين.
يحاول البعض من السياسيين العراقيين الترويج لبقاء القوات الأمريكية بصفة مستشارين، بسبب وجود خلايا داعش من جهة وبسبب حاجة القوات الأمريكية للتدريب من جهة ثانية، لكن حقيقة الأمر تختلف عما نسمعه من تصريحات، ذلك لأن الخوف كل الخوف من الفصائل المسلحة التي قاتلت داعش ناهيك عن تواصل هذه الفصائل مع المواطن والمساهمة في تنفيذ عدد من المشاريع (تبليط شوارع، والمساهمة في تأهيل المدارس والمستشفيات) وهو الأمر الذي زاد من إلتصاق المواطن مع مقاتلي هذه الفصائل، لذلك بدأنا نشهد محاولات التسقيط وبث الإشاعات عن هذه الفصائل، والدعوات لحل ودمج الحشد الشعبي ضمن القوات الأمنية.
لم تكتفِ الدوائر المخابراتية بذلك، بل أخذت تعقد الندوات وتنشر الدراسات من الخوف ان ينزلق العراق ليكون شبيها بالوضع في أفغانستان بعد إنسحاب القوات الأمريكية، بما جعل هؤلاء السياسيون يتعكزون على هذه الدراسات في مطالباتهم بضرورة بقاء القوات الأمريكية، خاصة مع الترويج بأنه في حال خروج القوات الأمريكية فإن الجيش العراقي (سينهار).
إن الكلام عن (إنهيار) الجيش العراقي في حال إنسحاب القوات الأمريكية هو إنتقاص لجيش عمره أكثر من مائة عام، شارك في حروب ضد العدو الصهيوني في منازلات عديدة كان له صولات تثبت وطنيته، بالتالي فإن الكلام عن حاجة الجيش العراقي لبقاء القوات الأمريكية، لذلك فإن ما يتناقله هذ (البعض) من السياسيين لا يعدو عن كونه محاولة لتبرير بقاء القوات الأمريكية بالإضافة الى تمرير موضوع حل الحشد الشعبي، هذا المؤسسة التي ضحت بالكثير في سبيل وحدة العراق والحفاظ على أمنه من المتربصين بوحدته وتقسيمه طائفيا.
إن من أولى مهمات الحكومة الجديدة هو العمل على تفعيل إخراج القوات الأمريكية وعدم التجديد لبقاءها بحجج واهية، بالإضافة الى العمل على تحصين الحشد الشعبي من محاولات تشويه سمعته من ضعاف النفوس، لأن تضحيات هذا الفصيل المقاتل لا يمكن أن تقدر بثمن، لأنه وقف في وجه أعتى هجمة بربرية حاولت العودة بالعراق الى عصر الجاهلية، ولولا فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها سيد النجف الأشرف لذهب العراق للعيش في عصور ما قبل التاريخ