الخميس - 28 مارس 2024

صور من ظاهرة التحول والانقلاب في توجهات الشخصية العراقية

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


اياد رضا حسين آل عوض ||
القسم الاول


ان من الظواهر المجتمعية والتي قد تندرج ايضا ضمن اطار ظاهرة العمل السياسي في العراق ، هو هذا الانقلاب والتلون العجيب والذي يكون احيانا مفاجئ وغير متوقع في تبني العقائد والايدلوجيات او الانتماءات الحزبية ، فتجد هذا العراقي ينقلب من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ، فمرة كان لبراليا علمانيا ، ومن ثم اصبح ماركسيا شيوعيا ، وبعدها اصبح قوميا او بعثيا ، وبعدها اصبح ضمن الحركات الاسلامية الاصولية ، وهكذا.
ومن يطلع على اضابير الكثير من الساسة المخضرمين الذين ظهروا على ساحة العمل الساسي التي كانت محفوظة في مدرية الامن العامة ، يرى العجب العجاب ، وهنالك شواهد ماثلة الان للعيان بالذي ذهبنا اليه لشخصيات معروفة في العملية السياسية القائمة الان ،،،
وكذلك من هذه الظواهر الأخرى الاجتماعية السياسية أيضا والشبيهة لهذا التحول ، والتي موجودة بشكل واسع عندنا في العراق ، وخاصة في العقود الأخيرة ، والأكثر في المرحلة التي أعقبت سقوط النظام السابق ، ففي النظام السابق كان هنالك ما يسمى بالرفيق المناضل ، والان ظهر (الحجي) او غيره من الألقاب المعروفة، هؤلاء جميعهم تجد الواحد منهم كان فعلا مناضلا صلبا او مجاهدا مضحيا ،،،  ولكن عند انقلاب الأحوال والظروف ، وجلوسه على كرسي الحكم ، وفي موقع القيادة في مفاصل الدولة ، يصبح شيء اخر تماما وينقلب (١٨٠) درجة ،،،
فبعد ان كان مناضلا ومجاهدا يدعي الثورية والوطنية او الإسلام والدفاع عن الشعائر والمقدسات الدينية ، اصبح بين ليلة وضحاها ، باحثا عن المنافع المادية والاعتبارية ، وباي طريقة ،،، ان كانت مشروعة او غير مشروعة ،،، منحرفة او سوية ،، واضحى النضال والجهاد في خبر كان وجزء من تاريخ الماضي ،،،
وهذه في الواقع نتيجة حتمية ، لمن هو من وسط اجتماعي كان كبير العائلة ووجها الاجتماعي ، يتملق ويتخضع لضابط شرطة او مفوض في الامن ليكسب صداقته ، او هو من وسط اجتماعي كان يعيش عقد الحرمان والدونية والفقر ، وبعيد عن الجاه والموقع الاجتماعي الذي كان يتمناه على الدوام ، الى غير ذلك ، فماذا نتوقع منه ،،، ؟! ، فانه بالتأكيد ، سيعمل كل ما من شأنه للحصول على المكاسب والمنافع التي لم يكن يحلم بها وحرم منها ، وكذلك فانه سيناضل ويجاهد للحفاظ عليها بكل وسيلة وخسيسة ، دون خجل او وجل ،،، .                      (يتبع لاحقا رجاء)