الخميس - 28 مارس 2024

الفضائيات ذات الصبغة الإسلامية وظاهرة التبرج

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


خضير العواد ||

إن سقوط صنم الدكتاتور العفلقي عام 2003 أعطانا أملا في بناء مجتمعا متكاملا متراصاً تنتشر به الفضائل الخيرة والأخلاق الإسلامية المحمدية الأصيلة التي تزرع الخير والمحبة والتعاون والسعادة ما بين أفراد المجتمع، وازدادت ثقتنا أكثر في تحقيق هذا الحلم عندما بدأت القنوات الفضائية ذات الصبغة الإسلامية تظهر على الساحة وتطرح مواضع تتبنى تحقيق هذا الحلم وتدافع عن حقوق الأغلبية ، وخصوصاً في فترة ظهور التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش واحتضان هذه القنوات للحشد الشعبي وباقي التنظيمات المقاومة والدفاع عنها وحمايتها من الإعلام العربي الأصفر الذي يدعم الإرهاب والإرهابيين .
فكنا فرحين ونحن نتابع هذه القنوات التي تنقل الى العالم ما يدور بداخلنا من مبادئ وأهداف وشعارات ، ولكن المؤسف والذي يحز بالنفس لاحظنا يوماً بعد آخر أن هذه القنوات بدأت تفرط ببعض الفروض الشرعية وتتجاوزها وتقدم لنا على شاشاتها مذيعات متبرجات تبرج حتى العروس في ليلة عرسها لا تتبرج مثله .
تبرج تشمئز منه النفوس لكثرته وتنوعه وليس هناك أي صلة أو ارتباط ما بين هذا التبرج والمواضيع التي تطرحها هذه المذيعة بل تعدت مذيعات بعض القنوات ذات الصبغة الإسلامية بتبرجها حتى على مذيعات القنوات العلمانية المتهتكة.
فعندما يُطرح موضوع عنوانه الحفاظ على الحشد الشعبي من هجمات التسقيط الأمريكية والعربية الوهابية مثلاً فهل نحتاج مذيعة تطرح أسئلتها على المتحاورين من الرجال وهي متزينة بزينة العرائس ، ماذا تريد القناة من إظهار مذيعة بهذا التبرج الصارخ والبعيد كل البعد عن تعاليم الإسلام وتقاليدنا المحافظة .
\ هل تريد من طرح بضاعة المذيعات المتبرجات لكسب المشاهدين او لنشر التبرج في المجتمع ام لإظهار هذه القناة بالاعتدال والجمال أم ماذا ؟؟؟؟ أتمنى من الأحزاب الإسلامية أو الشخصيات السياسية الإسلامية التي تدعم هذه القنوات وتشرف على إدارتها أن تحاول المحافظة على التعاليم والإسلامية وتقدم لنا امرأةً (مذيعة) تمثل العنوان الذي تعنون نفسها به هذه القناة ألا وهو الإسلام ، لأن الوجه الذي تقدمه المذيعة من خلال شاشة هذه القنوات لا يليق بعنوان مقدس كالإسلام بل يليق بقنوات علمانية او المقاهي او ملاهي ليلية وغيرها من الأماكن التي تقدم هذه الوجوه المملوءة بالماكياج ووسائل الإغراء.
علماً أن ظهور المذيعة من شاشة أي قناة يمثل تقديم نموذجاً يجب ان يحتذى به ولكن يا قنواتنا الإسلامية لم تقدموا لنا نموذجا إسلاميا يحتذى به ( ما عدى قناة واحدة او قناتين ) بل قدمتم نموذجا شيطانيا يبعد شبابنا وشاباتنا عن تعاليم الإسلام ويسقطهم في وحل الفساد والانحلال.
لذا نرجو ونتمنى من جميع التنظيمات السياسية الإسلامية والشخصيات الإسلامية التي تمتلك القنوات وتشرف عليها ان تهتم بإظهار مذيعات تمثل الإسلام من خلال التزامها بالحجاب والتقاليد والعرف العراقي المحافظ حتى نقول بحق إن قنواتنا ذات الصبغة الإسلامية تمثل الإسلام وتقدم إطروحاته وشعاراته بطريقة توافق تعاليم الإسلام وتسير على هدي القرآن الكريم.