الخوف بين السلب والإيجاب ..
كندي الزهيري ||
ما هو الخوف ؟، وكيف يكون ايجابي او سلبي ؟…
الخوف ؛الخوف: هو شعورٌ قويّ بالرهبة تجاه أمرٍ ما نواجه من مؤثر داخلي ( نفسي ) او خارجي ( البيئة ) ، وقد يكون هذا الشعور واقعاً وحقيقيّاً ( ايجابي )، وقد يكون عبارةً عن تهيّؤاتٍ أو خيال (سلبي ) . ويعيق الخوف تقدّم الإنسان سواء في حياته الشخصيّة أو في علاقاته الاجتماعيّة أو حتّى على الصعيد العمليّ.
يقسم الخوف الى ( خوف ايجابي ) ( خوف سلبي ).
الخوف الايجابي : هو الخوف الذي يؤدي بك ان تسلك المسار الصحيح بشكل سليم بعيدا عن اي منقصات .
مثال جاء في القران الكريم قوله تعالى ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) تبين هذه الآية الكريمة بان وجود القصاص سيمنع زهق الارواح ، وان الخوف من القصاص سيمنع اي شخص يفكر في ايذاء الاخرين .
مثال اخر ؛ خوفك من النار جعلك تعبد الله عز وجل ، مما ادى بك ان تذهب الى الطريق الصحيح وهو النعيم .
ومثال اخير ؛ خوفي من الفقر جعلني لا اسرف ، خوفي على بلدي من العصابات الارهابية جعلني احمل سلاح من اجل ان يعيش بلدي بأمان. وغيرها من الامثلة حول الخوف الايجابي ..
الخوف السلبي؛ هو الخوف الذي يجعل من المرء غير مدرك واقعه ، فيصبح حاجز بينه وبين البيئة التي تحيط فيه ، اي يصبح انسان منطوي وعاجز عن مواجهة الحقيقة ، ومشتت ، لا يستطيع تحديد هدفه ،وليس باستطاعة الخروج من سجن الوهم الى فضاء الحرية والإبداع، فيصبح متقوقع ومنطوي على ذاته ..
وهذا النوع من الخوف يذمه الدين الاسلامي ، واكد ذلك من قوله تعالى في محكم كتابه الكريم (( فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ أُولَٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا))
وكذلك الخوف والخشية من الناس ((وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ))
الخوف من التنمر المجتمع مما يؤدي الى عدم مقدرتك على ابداء رايك .
ان هذا النوع من الخوف ليس فقط يختص بالمردودة على الفرد ذاته ، انما له مردودات للمجتمع كذلك ، مثال اذا كان هناك مظلوم يحتاج الى من ينصفه وانت تمتلك المقدرة على ذلك لكن خوفك منعك ، يصبح هذا المظلوم قتيل خوفك ، اي انت مشترك بذلك ،
انا اخشى ان اقف بوجه الفاسد خوفا من بطشه ، هذا الخوف جعل منك شريك اساسي بكل عذاب سيحل في المجتمع وبكل غضب سينزل من الله عز وجل على هذه الامة ، والدليل قوله تعالى ((كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ . إِذِ انبعث أَشْقَاهَا . فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله نَاقَةَ الله وَسُقْيَاهَا . فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا . وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا)).
تتسأل ما فضيلة و منزلة الخوف من الله عز جل ماذا سنجني منها ؛
ذكر الله عز وجل ذلك في محكم كتابة الكريم ((وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)) ، ((قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) ، ((إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا)) ، ((وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)) ، ((رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)) ، ((تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)) ، ((لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)).
ان الخوف انت من تحدده برادتك وانت المسؤول عنه ، وكذلك نتائجه فختار الخوف الذي يجعل منك حر ذات قيمة او يجعل منك اسير وعبد لا قيمة لك في الحياة …