الاثنين - 14 اكتوبر 2024
منذ 3 سنوات
الاثنين - 14 اكتوبر 2024


حسن كريم الراصد ||

ساحاول هنا الخروج من عقدة القاء اللوم وانتاج شماعات لاعلق عليها الفشل بل ساحاول ان اكون رياضيا يتقبل الخسارة ويستعد للمنافسة المقبلة او فارسا خسر منازلة بشرف واستعد للمعركة المقبلة فليس كل خسارة تستحق اللوم وليس كل هزيمة نتيجة لضعف وليس كل طيبة حماقة ! فام الولد قبلت باعطاء فلذة كبدها لمدعية عندما رأت ان وليدها سيقطع نصفين .. وكذلك دأب الحكماء ان يسالموا ما سلمت امور المسلمين .
اما الصبيان والمنفعلين واصحاب المطامح فشعارهم : اذا مت ضمآن لا نزل القطر . فهم انانيون يطوفون حول انفسهم ويسبحون بحمد مصالحهم ..
وما جرى اليوم بعد ان امضت المحكمة الاتحادية النتائج رغم اقرارها بالتلاعب ورغم ثبوت الادلة يضعنا امام خيارين : اما شطر الولد الى نصفين او فقدان هذا الولد . فاختار اناس سلامة الولد عسى ان يكبر ويعود لهم وان كان سيذهب لحضن ام تعتبره غنيمة تستنزف قدراته لمصالحها .
فيما غضب اخرين وقالوا لن نترك الولد وسنحاول انتزاعه وان كلفنا ذلك ان يتعرض للضرر وصبوا جام غضبهم على من اختار للولد السلامة وحملوه مسؤولية ما جرى .. ان احد اهم اهداف اعداء التجربة العراقية اليوم هو ان تسود الفوضى في البلاد وقد حاولوا تحقيق ذلك منذ سقوط صدام بعدما تعرض الشعب لاشرس هجمة في تاريخ البشرية قتل فيها ابناءه في الطرقات والاسواق والتجمعات .
وبعد ان تمكن هذا الشعب الصمود وخرج الى مرحلة السيطرة والدفاع الايجابي قاموا بانتاج دااااعش ليجتاح غرب البلاد ويصل الى مشارف العاصمة ولم يجد هذا الشعب وقواه بيده شيء يوقف به هذا الغزو البربري الا فتوى صدرت من الزقاق القديم في النجف واخ له في الشرق وقف بشجاعة وبسالة وسخاء فاندحر العدوان وبانت بشائر النصر وتحقق ما تعجز الشعوب من تحقيقه بعقود ..
وبعد ان سقط بايديهم وحاروا بهذا الشعب وشعروا بالعجز حولوا الملف الى ابو ناجي الداهية الخبيث الماكر والخبير بالحروب الناعمة القذرة وليقوموا بانتاج جائحة تشرين ويتمكنوا من تحقيق ما لم يتمكنوا منه بعقد ونصف العقد . فاصابوا قيمنا وعقيدتنا واعرافنا ورموزنا في مقتل واطاحوا بالمنتفجي واتوا بصنيعة لهم بلا لون ولا طعم ولا رائحة . وقد مارسوا في فترة حكمه سياسة سلخ المجتمع من قيمه وثوابته وتمكنوا جزئيا من تحقيق ذلك بعد ان وجدوا لهم ارض خصبة خضراء الدمن انبتت نبتة سوء !!
ومع كل ما تحقق الا انهم اعتبروا انجازهم ناقصا ما لم يصلوا لنقطة التطبيع مع تل ابيب وتحويل البلاد الى ساتر اول وبوابة شرقية لدول التطبيع والقاعدة الاولى لتدمير ايران عدوهم الحقيقي الاوحد .. فاتبعوا اسلوب شراء الذمم وعقدوا صفقات سرية في الرياض ودبي ولندن واخذوا المواثيق وقدموا الضمانات لان يكون الحكم في العراق لمن يؤمن بالتطبيع وبنسبة مئة بالمئة .
وفعلا تم ذلك وهم ينتظرون الفصل الاخير المتمثل باعتراض من سرقت اصواتهم ولجوءهم للمواجهة المسلحة واحداث حرب شيييعية _ شييييعية واقتتال داخلي وهنا يذهب الاكراد باقليمهم والسنة بحلبوسهم ويبقى الجنوب في اقتتال ووهن لا يقوى على اطعام ساكنيه . . اذن كل ما جرى هو بهدف احداث فوضى تعصف بالبلاد وتذهب به الى المجهول الذي حذر منه السيد العظيم قبل عامين ..
هنا تنبه البعض لما يراد فانتهجوا سبل التهدئة للمحافظة على ما بقي وعبور المرحلة الاخيرة والحيلولة دون تحقيق اهدافها مهما كان الثمن وتحملوا بذلك شتى انواع الشتائم واشد انواع التهم والسباب . في حين غفل البعض الاخر عما يراد به فظل يتخذ القرارات الانفعالية ويهدد بالمواجهة والصدام وهو لا يعلم انه مجرد ادات بيد عدوه ومعول بيد تهدم في جدران داره .
بينما يرى الطرف الاول ان ذلك ليس بنهاية المطاف وانهم خسروا معركة ولم يخسروا الحرب وانهم سيتمكنون من رص صفوفهم ومواجهة ضدهم النوعي بطرق ناعمة ايضا وان المهم لهم اليوم هو عدم اتمام ما يريد العدو وان الصفقة ستتوقف ان تمكنوا من ازاحة الحلبوسي وبرهم والكاظمي وممارسة الضغوط السياسية والشعبية في الحيلولة دون استحواذ احد بمفرده على السلطة وفي تركه احيانا يتخبط ويترنح ويسقط نفسه ويفضح مراده فلا تلوموا من ارتدى بدلة الاطفاء ليخمد النيران ولا نكن انفعاليين لا ندرس العواقب فهنالك اسرار يعرفها المتصدي ولا يعرفها الشارع ولنكن كالبدوي الصبور على اخذ ثاره لا كالاحمق الذي استعجل طلب الثأر فقتل هو الاخر !!!!