بين الأغلفية والتواغلية..!
حمزة مصطفى ||
دعا من دعا عندنا الى إجراء إنتخابات مبكرة. المبرر لإجرائها تخطي “الإنسداد السياسي” والشروع بتشكيل حكومة قادرة على النهوض بالمهام الصعبة التي تنتظرها. قلنا يالله و”مالو”. أجرينا المبكرة وتبكرت معها النتائج التي قيل إنها أولية. وليتها لم تتبكر فقد جلبت لنا بدل إنسداد واحد “إنسدادان ونص”. إنقسم القوم بين فرح بالفوز وحزين بالخسارة والسبب هو ماقيل إنه تزوير. دخلنا ومازلنا في “حيص بيص” ننتظر سلسلة من النتائج لا نتيجة واحدة. إننظرنا الفرز ورد الفرز, إنتظرنا الطعون ورد الطعون, إنتظرنا التوافق ولا توافق,إنتظرنا المصادقة على النتائج ولا مصادقة حتى لحظة كتابة المقال (السبت الماضي).
الإنتظار يبقى صعبا لذلك لابد من العمل. لكن مالعمل على “كولة أخونا” لينين؟ ترطيب الأجواء بين المتخاصمين مرة والبحث عن صيغ عملية لتشكيل الحكومة القادمة مرة أخرى. قلنا ياالله “ومالو”. برز أمامنا المصطلحان الخالدان الأغلبية السياسية أو الوطنية والتوافقية. طرف يريد تشكيل حكومة أغلبية وطنية, سياسية بين قوسين, وطرف يريد تشكيل حكومة توافقية يشترك فيها الجميع, أي خلطة العطار في رواية وسفينة نوح في رواية أخرى. بين هذا وذاك طلع لنا “صفح” هذه المرة المستقلون أو الناوون الذهاب الى المعارضة. لم نقل طيب “ومالو” هذه المرة.
هذا يعني كنا “بوحدة” وهي الأغلبية أو التوافقية فصرنا بـإثنين. من أين جاءتنا حكاية المستقلين أو المعارضة مثلما تنوه بعض الكتل الفائزة؟ هذه كيف نجد لها حل وقد إعتدنا على المضي نحو التوافقية بعد أن نزيح الأغلبية “شوي شوي” بدعوى أن المرحلة تقتضي مشاركة الجميع. لكن مقدمات مايجري الآن تبدو معقدة نسبيا على صعيد أي من الصيغتين يمكن أن تمضي الأغلبية أم التوافقية. دعاة الأغلبية الوطنية (السياسية بين قوسين) مصرون مقابل إصرار دعاة التوافقية مع وجود ميل نحو صيغة تطعيمية بين الأغلبية والتوافقية.
ماذا يعني ذلك؟ يعني من يريد أغلبية يأخذ توافقية محسنة, ومن يريد التوافقية يأخذ التوافقية ومعها مجموعة مناصب ومواقع على سبيل الترضيات. وطبقا للعنوان فنحن حيال مجموعة عطارين وبقالين لا عطار واحد يختصرها مصطلحان يرضيان الجميع وهما “الأغلفية” أو “التواغلية” لافرق .. وعاشوا عيشة سعيدة.