خالدون في قلب الامة …
كندي الزهيري ||
في ليلة ظلماء لا ضوء امل فيها، اسوار بغداد الحصن الاخير لتاريخ شعب لم يرى طعم الراحة مطلقا ، ووسط الرعب والذعر الشديد لكل من القوات الامنية ، والشعب العراقي الذي فقد في ذلك الوقت كل سبل للنجاة ، ولا ننسى هروب الساسة وترك العراق للإرهاب الدولي الامريكي الغربي .
ظهر في تلك الليلة ضوء ساطع جذب اليه ابصار الشعب ، بين الخوف ولأمل يتسأل العراقيين عن ذلك الشايب النوراني القادم بتجاههم ، ليقترب منهم قائل ( اصبروا الليلة فقط ، وان موعدنا الصبح ) ، فحل الصباح فاذ بطائرة تحط في بغداد الصامدة ، ليخرج منها الشمس وتجتمع بالقمر ، ليعلنوا بان الوقت قد بدا الاعلان النصر على الارهاب وانقاذ الشعب العراقي الحسيني المظلوم .
هنا ابتسم ثغر بغداد ، معلنة بان زمنها ممتد بامتداد الاحرار ، فعلم الشعب بان ذلك الضوء ما هو الا قمر ( جمال المهندس ) وما تلك الشمس التي خرجت من الشرق ما هي الا ( قاسم سليماني ) ، الذي قال ( يقينا كل خير ) رددها العراقيين الى يومنا هذا وستبقى تردد من جيل الى جيل .
هنا شعر العراقيين بان قوتهم لا مثيل لها ، وان النصر حليفهم لا شك بذلك .
ان اجتماع الشمس والقمر ، اربك الشيطان وجنده، ومحى على اثره دولة الخرافة ، التي حاول الغرب ان يصنعها في بلد الأنبياء والاوصياء .
ففشل المشروع وأهتدى الشعب الى ركن وثيق . لكن مكائد الشياط لا تنتهي ، من الغدر والخسة والنذالة ، عاد من جديد ليثير الفوضى ، محاول هذه المرة الاستفادة من خطاء السابق ، فكاد ان يحرق العراق واهله بحرب اهلية ، مستخدم بذلك العملاء والجهلة في اشعال هذه النار ، ليجتمع الشمس والقمر هذه المرة ايضا ، على ارض بغداد لكن الشيطان كان يدرك تماما بان مشروعه سيفشل ان وصل الشهيدين الى داخل بغداد، فسارع وبقرار مستعجل الى قصف الشهيدين ليلا ، تتوشح بغداد في لباس السواد لتعلن بأعلى صوتها قائلة ( يا قاسم و يا جمال اعطيتموني الحرية وفككتم قيودي ، وانا امنحكم اليوم الشهادة على ارضي المقدسة ، واعاهدكم بان ازين شوارعي بذكراكم ، ويبقى ما ابقاني الزمان اسمائكم خالدة واسمي بدمكم الطاهر قد حفظ ، فزادني شرفا فوق شرفي ، احتضنت في ارضي الاماميين الجوادين ” عليهم السلام ” ، واليوم احتضن في ارضي دماء الشهيدين الطاهرين ، بوركت ارضي بكم ولا تاريخ لي الا بتاريخكم ، واني ثأره لكم حتى يؤخذ بحقكم ) .
اليوم الثأر ليس المطلب اخراج الامريكي الشيطان من ارض الرافدين فحسب ، لنما اخراج ثقافته كذلك ، و اخراج الفاسدين والخونة والعملاء ، وتغير العملية السياسية التي انتجها وصاغها من وراء الكواليس المحتل .
وتحرير القرار السياسي العراقي ، وكذلك تحرير الاقتصاد العراقي ، والوصول الى الاكتفاء الذاتي من الصناعة الى الزراعة الى التطوير التقني ، وجعل المستقبل بيد الشعب ، وكذلك رفع قدرات العسكرية والحفاض على الحشد الشعبي وتطويره ، واخذ البوصلة وجعلها بيد العراقيين فقط ، بما يضمن سلامة مستقبل العراق العزيز ، من ثم التوجه الى المنطقة الشرق الاسلامي الكبير ، الاخراج كل شيطان امريكي منها ، هكذا هو الثأر والا بلا …
ــــــــــ
ـــــــــــ