بين المؤامرة وسوء الإدارة ..!
كاظم مجيد الحسيني ||
لا يزال الصراع الأزلي الفكري والثقافي العربي مستعرا، في رفض وتقبل مفهوم “المؤامرة” ويعلل ذلك بسوء الإدارة، وهذا الرأي يدخل في مسئلة التناقض، بين كل متضادين!! كالحق والباطل وكل ومثيلاتهما بكل جوانب الحياة، يعتقد كل واحد منهم برؤى وأفكار وسلوكيات متقاطعة مع الاخر في أصلها،،،
فيما يتفقا بأسباب نتائجهاومخرجاتها، كلا حسب رؤاه ومبتغاه ، وما يؤمن به كل منهما بماأتخم منه، من “لب وقشور” خلال ماتلاقاه من دراسة وسلوك ونمط حياته التي عاشها في هذا البلد أوغيره وفقا للاجواء والمناخ السياسي والبيئي والاجتماعي، المختلف من بلدا لآخر، فتبنى وتنضج لديه الأفكار والقناعات،،، لتتحول لأ حقا إلى رؤى والعقيدة راسخة نابعة من تلك البيئة والواقع المعاش، لتكتمل لديه كصورة ذهنية وأثبة، تترجم إلى سلوك ونمط وفكر يستنير به أو يضل به نفسه،، وغيره ممن يتأثر بفكره وسلوكه، وكثيرا ما نقرأ ونسمع ونرى، شدة الجدال و الانقسام الحاد في توصيف ما أوصلنا الى هذا الحال المؤسف، بسبب المؤامرة أو سوء الإدارة، مما يطرح في وسائل الإعلام وبين أبسط الناس، في المساجلات والحوارات المتشنجة حول اسباب ومسببات تأخر الأمة عن الركب العالمي!!!
فما هو السبب الحقيقي!!! وهل هناك مؤامرةفعلا؟؟؟أم سوء أدارة فقط؟؟؟ أم كلاهما معا،لذا علينا أن نوضح ذلك من خلال التحليل والقراءة للواقع المعاش في العراق سابقا وحديثا، لأن مصطلحين (الإدارة والمؤامرة) يخضع إلى عدة آراء سأذكر ثلاثة منها على عجالة،، الرأي الأول من الناس ،لايرى مساحة واسعة او وجود اصلا”للمؤامرة” في ضل التطور والتحضر الذي وصلت إليه البشرية،وأصبح قرية لأ يخفى على الناس فيها شيئا، بفضل التطور التكنلوجي الكبير، بل يعزو ذلك لسوء “الإدارة ” لمن وصلوا لسدة الحكم ، لكل مرحلة من مراحل عمر الدولة العراقية ،بنوع وطبيعة النظام السياسي فيها، ولأهمية السلطة وحساباتها،توضع له محددات وخطوط وألغام داخلية وخارجية، لكي يفهم دوره الرئيسي في اللعبة وحدود مساحته وحركته، ولا يسمح له بالتفكير بما يخدم البلاد والعباد، بل يشرع سيوفه وادواته للقمع والترهيب والقتل بذريعة العدو الوهمي!!! الذي اصطنعه لبقاء حكمه، بأستنزاف الموادر المالية والبشرية والأرض والسماء والهواء ويغلق الابواب امام الأكفاء والمختصين ممن يساهموا في بناءالانسان تحت خيمتة الوطنية،
وهناك من يقلل من هذه الأسباب ويعتبرها استهلاك إعلاميا لأيهام الناس بان الحكومات تنبع من رحم الشعب ،ولا دخل للقوى العالمية، أو يد في وصولها للسلطة، والحقيقة لايمكن لها ان تقوم دونما إشارة وضوء أخضر من “المخابرات” الدولية مهما كانت تلك الدولة، صغيرة ام كبيرة، غنية أم فقيرة، فكل الحكام يأتون بالقطار الغربي بأختلاف عربته وسرعته، وهنا تطور مفهوم المؤامرة إلى مفهوم”العولمة” لتجدد نفسها لكل حقبة من الزمن،و (العولمة) اليوم تعني السيطرة على الاعلام والتحكم به؟والسيطرة على التعليم والتحكم به، بمعنى أخر السيطرة على الأفكار لاتمام السيطرة على العقول!!!
وقد طلبت بنت الرئيس الامريكي السابق في زيارتها للسعودية بتغير المناهج التعليمية، ورفع الآيات القرآنية التي تنبذ “اليهود” وكثيرا ما يتحدث فلاسفةالغرب عن مفهوم(تحديد) الخدمات المقدمة والمعروضة علينا لتمرير انواع السياسات العالمية الممنهجة،التي ترسم مواقف وأوضاع الدول والتحكم بها بالخفاء، لإبعاد الرأي العام والمختصين عن الحديث أو الإشارة لتلك”الايادي الخفية” أم الرأي الثالث فيعتقد ان لابد من أجتماع الأمران معا، مقابل الوصول إلى سدة الحكم.
والترويج للأفكار والتصرفات المخالفة للدين وللقيم والأخلاق والانسانية، لذلك اقول متوهم من يظن ان ما جرى ويجري على العراق من قبيل الصدفة؟ او دون تدخل الايادي الخفية!!! وبين المؤامرة وسوء الإدارة عشنا الأمرين.
ــــــــ