الاثنين - 14 اكتوبر 2024

لبنان/ مَن سيستهين بخصومه في المعركة الإنتخابية القادمة سيذوب..!

منذ 3 سنوات
الاثنين - 14 اكتوبر 2024


د. إسماعيل النجار ||

شهورٌ خَمس تفصلُ لبنان بين مرحلتين إحداهما كانت تُقامُ فيها دولة الشياطين،
وأُخرَىَ ملامحها غامضة لا زالت أطرافها في طَور الإعدادِ لها،
العالم بكُلِّهِ وكَليلِهِ تتوجَه أنظارهُ إلى لبنان، لموقعه الجيوسياسي على حدود فلسطين، ولما يمتلك من ثروة نفطية ومن حقول غاز، والأهم وجود مقاومَة مُسَلَّحَة فيه تحمي موقعه ونفطه وتهدد وجود أعدائهُ.
أسبابٌ وجيهة تبَرِر للعالم الإهتمام بهذه البقعه الجغرافية وما عليها، ومن ضمنها النظام السياسي الحالي والقادم للبناء على الشيء مُقتضاه.
الإنتخابات البرلمانية القادمة في منتصف شهر أيار، مهمة للغاية إذ يَبني عليها الطرفين المتقابلين آمالاً كبيرة من أجل رسم صورة لبنان السياسي القادم.
هل سيكون لبنان المقاومة والمُعسكر الشرقي الجديد؟
أم سيكون لبنان أمريكا والسعودية وإسرائيل،
بكُل صراحة هذا هو واقع الجيوبوليتيك في وطن الأرز منذ أول من حزيران القادم.
المعركة الإنتخابية بين الأفرقاء ستكون شرسة للغاية وسيُستَخدَم فيها كل أنواع الأسلحة الطائفية والمذهبية والمناطقية، والحزبية وأهمها سلاح الدولار وشِراء الذِمَم في ظِل ضائقة إقتصادية كبيرة تمر بها البلاد سيكون للدولار تأثيره الكبير فيها،وعلينا أن نعترف بأنه سيد اليوم الحاسم الذي ستكثر فيه السمسرات وأعمال النصب والوعود الكاذبة لأنه في معركة مصيرية كالتي ستحصل يتحضَّر الطرفان لها ويجهزون عُدتها،
في بعض الأماكن لَن يتغيَّر في مضمون النتائج شيء مهما حاول البعض التغيير،
لا ضمان لأحد بالفوز، ولكن إذا جاءَت النتائج بمعدل ٥٠/٥٠ او أكثرية ضئيلة فأن لبنان ستشتد أزماته ولن يكون هناك أي أُفُق للحَل وستفرض الحرب الأهلية نفسها رغم الحديث أن هناك طرفاً قادر ولا يُريدها، وطرفاً يريدها غير قادر،
لأن هذه المقولة أصبحت من الماضي المُهتَرِئ وأن الجميع أصبحَ لديه الإمكانات لفعلها وإشعال نارها.
كثير من التوقعات تشير إلى أن البلاد على صفيحٍ ساخن،
لكن… هل ستدخل إسرائيل على الخط لإشعال الشارع بعمليات إغتيال لأجل شَد العصب، أم سيكون هناك جولات عسكرية خاطفة ومجنونة بين حزب الله والكيان الصهيوني مرَّة براً ومرَّة بحراً ومرَّة جوَّاً؟؟؟
أيضاً سؤال عن مصير مطار بيروت بعد المرفأ في حال حصل فريق المقاومة على أغلبية برلمانية؟
أسئلَة كثيرة تجول في خاطر المراقبين والمحللين لا شَك أن نتائج الإنتخابات القادمة ستكون الفيصل لشرح وإيضاح كل ما هوَ مُخَطَط، لأن الطرف الخاسر سيُخرِج من جعبته أوراق الإحتياط الرئيسية المصبوغة (بالأحمر القآني)
اليوم بدأت تظهر للعيان علامات الشتاء القادم نتيجة تراكم غيوم التحدي التي تكدَّست في الاجواء من المرفأ مروراً بالمحكمة العسكرية وصولاً إلى منع المساس برياض سلامة،
ولا أحد عاقل إلَّا أنه يستطيع أن يتوقع لون وشكل المرحلة المقبلة إذا فازَ بها فريق الرياض عوكر.
أشهر قليلة قادمة وسيكتمل الإصطفاف ويقف الأعداء الأصدقاء من الطرفين جنباً إلى جَنب لتقطيع مرحلة قبل أن يعودوا إلى التناحر من جديد.

حَمَىَ الله لبنان وشعب لبنان ولا حولَ لنا ولا قوَّة إلَّا بالله.

بيروت في…..
1/1/2022