التطور والارتقاء في كل لحظة..
الشيخ الدكتور عبدالرضا البهادلي ||
يقول علماء الأخلاق والعرفان ان الانسان كل يوم إذا لم يتقدم ويرتق في أخلاقه وسلوكه وفكره فهو يتسافل ويُستدرج حتى يصل مرحلة لا يمكن له الرجوع معها إلى الصراط المستقيم.
كل شيء في هذا الوجود من طبيعته التطور والارتقاء في كل لحظة، وكل في عالمه الذي خلقه الله تعالى ، فلا يوجد شيء في هذا الوجود مخلوق وهو ثابت…..
وما يمكن أن يكون إشارة إلى هذا التطور والارتقاء والتكامل الذي على أساسه يتطور الإنسان كل يوم ومنذ نشاته وإيجاده في عالم الإمكان قوله تعالى.
(( وخلقناكم اطوارا))
فانطلاقا من هذه الآية مهمة أن الإنسان يتطور على مستويين المستوى الأول المستوى البدني والجسمي والظاهري، ولذلك نرى تطور الإنسان من النطفة إلى تمام الخلقة.
والمستوى الثاني تطور الإنسان على مستوى الروح والقلب والعقل، فالانسان في تطور مستمر إلى أن ينتقل إلى عالم البرزخ والقيامة…..
فهذا القلب كل يوم يفترض أن تزداد كمية النور فيه إلى أن يصل إلى مرتبة يفنى في النور الأعظم حتى يصل مرتبة ما رأيت شيئا الا ورأيت الله فيه، وعندما لا ترى النور هذا يعني أنك لا زلت تعيش الظلمة…؟
ولأجل ذلك يمكن أن يكون كلام النبي صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام إشارة إلى هذه الحقيقة….
(( مغبون من تساوى يوما))
هذا على مستوى الإنسان فهو في تطور مستمر بل وفي كل لحظة….
وما يمكن أن يكون كذلك دليلا واشارة على هذه الفكرة وهو التطور والارتقاء في كل لحظة بعض الايات من كتاب الله تعالى والتي تشير إلى تطور الكون وهي قوله.
( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون).
فالكون مع عظمته وكبره واتساعه فهو يتمدد ويكبر كل لحظة، وهذه الفكرة لم تكن معروفة على مستوى العالم والعلماء قبل القرن العشرين وقبل مجيء اينشتاين والتي أشار إلى أن الكون غير ثابت، ثم جاء العالم الهولندي وليام دي سيتر وقال أنّ الكون يتمدّد إنطلاقًا من النظرية النسبية نفسها….
وهذه النظرية يمكن أن نستفيد منها في تطور وارتقاء الشعوب والمجتمعات أو انحطاطهم وفسادهم وظلمهم .
ولذلك ومنذ سنوات كنت اقول ان المجتمع البشري عموما ومجتمعنا يسير نحو الانحطاط لانه كل نرى فقدانه للقيم والأخلاق وهذا لاني انظر إلى هذه النظرية وليس لمجرد التشائم والصورة السوداوية…
وهكذا هذه النظرية نظرية التطور والارتقاء يمكن الاستفادة من في معرفة قرب الظهور…..
ولاجل ذلك لما ادعي وابشر ومنذ ٢٠ عاما بقرب الظهور ليس لاني منجم، ولست لاني انظر إلى الروايات بشكل حصري وإنما حضور هذه النظرية في ذهني جعلني ابشر بقرب الظهور المبارك. وإنما انظر إلى الواقع الموجود من انهيار المبادىء القيم والأخلاق في المجتمعات جميعا ومجتمعنا الإسلامي والعربي وانتشار الظلم والفساد وسيطرة عالم الكفر على العالم كله والتحكم بمصيره…
في قبال ذلك هناك ثورة قادها ولي من أولياء الله تعالى وهذه الثورة فيها ثلة صالحة طيبة مؤمنة تقية لا تلومهم في الله لومة لائم لها قواعد منتشرة في منطقة الظهور تكون ممهدة لدولة العدل الإلهي في الأرض…. وهم أنصار الإمام عليه السلام في قواعد متعددة في منطقة الظهور….
وهناك نقطة مهمة يجب أن يدركها الجميع ليس كل من سار في طريق هذه الثورة واحبها وايدها يمكن له البقاء في طولها وحتى تسليم الراية للإمام صاحب العصر والزمان عليه السلام، فبعضهم سوف ينكل عن الطريق لأسباب كثيرة وقد شاهدنا بعضهم وسوف نشاهد البعض الآخر ، لذلك البقاء في خط هذه الثورة مع الثلة الصالحة يحتاج إلى توفيق رباني ….
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم…..
ـــــــــ