الاثنين - 14 اكتوبر 2024

واقع العرب باقي يراوح مكانه

منذ 3 سنوات
الاثنين - 14 اكتوبر 2024


نعيم الهاشمي ||

عندما تأتي سنة جديدة تتفائل الأمم الحية أن تكون السنة الجديدة أفضل من السنة السابقة، تتسابق الأحزاب السياسية بالغرب في التسابق لخدمة المواطنين وكسب أصواتهم الانتخابية ويعدوهم في تشريع قوانين افضل، وهكذا يستمر التسابق وتستمر حركة الحياة، إلا في الشعوب العربية المغلوب على أمرها، سبب تعثر الوضع المعاشي للمواطنين العرب بالدول العربية نتيجة طبيعية لعدم وجود دول عربية يحكمها الدستور والصندوق الانتخابي، بل هناك غالبية من مواطنين بدول البداوة الوهابية لايعرفون الصندوق الانتخابي وربما يعتقدون أنه صندوق فاكهة نحو الموز والتفاح، لذلك الفضاء العربي السياسي فضاء فاشل نتاج بيئة مجتمعية متخلفة، عاشت قرون تحت نير الاحتلالات الاجنبية، بل هناك قابلية لدى معظم الشعوب العربية قبول المستعمر والتعايش معه بطريقة سهلة وسلسة، وخاصة في الأوساط العربية السنية بشكل خاص.
دول الاستعمار هي التي رسمت لنا حدود دول عربية ظاهرها مستقل وفي الحقيقة دول الاستعمار نصبت ومكنت عوائل للتسلط على رقاب الشعوب العربية وتنفيذ ما يريده المستعمر الذي نصبهم ومكنهم من ذلك.
عندما حدثت ثورات الربيع العربي تفاءل الكثير من السذج أن هذه الثورات نهاية للأنظمة العربية العميلة، لكن الذي حدث دول البداوة وقبل سبعين عاما نشرت الوهابية في اوساط العرب والمسلمين وما أن ثارت الشعوب العربية قامت العصابات الوهابية بالسيطرة على الأرض وقامت في قتل مئات آلاف المواطنين في أبشع الطرق وانتنها من سبي وقتل واستئصال واكل قلوب جنود لأسباب مذهبية وبطريقة بشعة، بعض الشعوب كادت أن تنجح بثوراتها ولو بنسبة قليلة لكن المال الخليجي مول الثورات المضادة لسرقة ثورات الشعوب ولننظر للوضع الحالي في ليبيا وتونس والسودان، مازالت جرائم الربيع العربي آثاره المدمرة تفتك بشعوب مثل سوريا والعراق واليمن.
على النطاق الإقليمي رغم المصاعب في تركيا وإيران لكن الدولتين يسيرون في خطى جيدة ليثبتوا وجودهم على مستوى الإقليم والعالم، أردوغان حقق انتصارات جيدة رغم انهيار العملة، إيران حصنت جبهتها الداخلية حيث أصبحت الغلبة إلى التيار الموالي للسيد مرشد الثورة فأصبحوا جماعة واحدة، أن هذا التوحد عامل إيجابي ينعكس بشكل إيجابي لتحقيق عودة اتفاق فيينا مرة ثانية.
خلال العام الماضي حاول الإعلام البدوي المتخلف إبراز خروج بعض المظاهرات المطلبية في بعض المدن الإيرانية على أنه وضع ضعف وإن إيران غاطسة في بحر من المشاكل والواقع على الأرض عكس ذلك تماما.
حق التظاهر طبيعي وعامل مفيد في الدول التي تنتخب حكوماتها شعبيا تجعل من متخذ القرار أن يحاسب المقصرين.
على مستوى العراق ورغم تكالب كل قوى الشر والظلام ضد عراق ما بعد نظام صدام الجرذ الهالك مستغلين سفاهة و بساطة وسذاجة الكثير من ساسة مكوننا الشيعي نتاج بيئة تعرضت للظلم والاضطهاد أنتجت لنا ساسة غير اكفاء يهرولون وراء مصالح شخصية بالية ورغم حجم التدخل الدولي والإقليمي في حرق محافظات الوسط والجنوب ذات الغالبية الشيعية لكن نتائج الانتخابات العراقية التي بُنيت على أساس تحقيق مصالح فلول البعث وهابي لخداع البسطاء من مكوننا الشيعي رغم ذلك لكن النتائج الانتخابية كانت على عكس ما خطط إليه الأعداء ولازالت بمقدار الكتل الشيعية تصحيح أخطاء الماضي وكسب الساحة الشعبية مرة ثانية وبقوة بشرط الشعور في معاناة المواطنين الشيعة بالوسط والجنوب وتسهيل إنجاز معاملاتهم بدون خلق مصاعب وعرقلات ودعم القطاع الخاص بالوسط والجنوب ودعم العتبات الحسينية والعباسية في إنجاز مشاريع الإعمار وإقامة مصانع ومعامل إنتاجية بكل المجالات، الانتخابات من ناحية المبدأ دخل بها الكثير من التزوير بل حتى المحكمة عندما صادقت على نتائج الانتخابات طلبت اعتماد العد اليدوي في الانتخابات القادمة، قوى الإطار قبلوا بالنتائج خدمة للعراق وشعبه.
على الصعيد السوري الدعم الروسي أعاد القوة للدولة السورية وانتهت محاولات إسقاط النظام، في ليبيا ايضا هناك دعم روسي إلى الشرق الليبي، في الوضع اليمني ورغم عدوان تحالف السعودية ومحاصرة قاسية منذ أكثر من سبع سنوات وعلى الرغم من الدعم الدولي وضخ المال الخليجي والعتاد من الناتو والخبرة العسكرية بمساعدة من الناتو وإسرائيل فإن الجهد العسكري لقوات صنعاء وأنصارهم حققوا تقدما ميدانيا وأصبحوا يملكون قوة الردع الصاروخي والطيران المسير يقصف عمق دول العدوان وخلق مصاعب كثيرة لدول العدوان واجبرتهم على التفكير بقبول وقف إطلاق النار والوصول إلى تسوية.
الوضع في لبنان ورغم المؤامرات لكن بقيت كل الحكومات التي تصل للسلطة غير مستعدة لخدمة مشاريع الاستعمار والصهيونية وبفضل سلاح المقاومة أصبح إلى لبنان حقول نفط وغاز في مياهه الإقليمية.
مفاوضات فيينا بالتأكيد بات من الممكن الوصول في الأشهر القليلة المقبلة إلى اتفاق في الملف النووي.
الدول العربية تبقى فاشلة لأنها تحكم من قبل عملاء مكنهم الاستعمار، وخاصة دول الرجعية العربية ذات الطابع البدوي الخليجي، دولة الجزائر تستعد لاستقبال القمة العربية في مارس (آذار) المقبل ورغم أن الجامعة العربية لا وجود لها كانت سابقا تحت سيطرة الأنظمة القومية والبعثية واليوم تحت سيطرة دول الرجعية العربية صنيعة الاستعمار، والحمد لله توقفت اجتماع الجامعة العربية خلال الفترة الماضية بسبب جائحة فيروس كورونا، الاجتماع يعقد في الشمال الأفريقي العربي، يعيش شمال العرب الأفريقي خلاف تاريخي بين الرجعية العربية التي يمثلها أمير مؤمنين المغرب ومابين دول القومية العربية المتمثلة في الجزائر الدولة المستضيفة الى إجتماع جامعة العربان، هناك حقيقة الفرقاء في الجامعة العربية لهم تاريخ في تبادل الاتهامات والعمل ضدهم بطرق مبتذلة.
كل الدول العربية الرافضة للهيمنة والاستعمار تم حرقها وتدميرها بشكل ممنهج بسبب المال الخليجي وفتاوى البداوة الوهابية، وعملت قوى الاستعمار على دعم دول البداوة واضطهاد شعوبها بشكل نتن وقمعت كل محاولات التغيير بالخليج وتم إظهار دول الرجعية العربية في أنها المكان المستقر، وفي الحقيقة الشعوب العربية تم حرقها بسبب دول الخليج التي مولت حروب الناتو الساخنة والباردة، ولهذا السبب تبقى أنظمة الخليج متماسكة، بفضل خيانتها للعرب وللمسلمين، نحن في عام جديد لا مكان لشعوب العرب بوجود الآمال للعيش في كرامة، وتستمر الملفات الشائكة والمعطلة مفتوحة بظل وجود المال الخليجي والفكر البدوي الوهابي المتخلف الحاكم وتستمر الصراعات المسلحة في اليمن والعراق وسوريا وليبيا وتونس ….الخ.
في الختام رغم المآسي والكوارث لكن لازال هناك أمل يتحقق بالعراق بشكل خاص في تعاون الساسة من ابناء المكون الشيعي وتغليب مصلحة المواطنين على المصالح الخاصة لكي نجبر المحتل وأدواته البعثية الوهابية على الجلاء من أرض العراق والكف عن الأكاذيب، خلال تجربتي في الرد على الكذابين من فلول البعث وهابي هناك فرق شاسع بيننا وبين كتبة فلول البعث وهابي وفيالقهم الإعلامية المدربة تدريبا جيدا على قلب الحقائق أن كل مايقولونه عنا هو مجرد أكاذيب وافتراءات مزيفة باطلة وغير صحيحة ولا يستطيعون إثبات أكاذيبهم بأي دليل، ونحن نستطيع نسفه أكاذيبهم بالبرهان والدليل، أن كل مانكتبه عنهم هو صحيح وحقيقي ومؤكد ونستطيع إثباته بالبراهين الصحيحة ولا يستطيعون نفيه بأي منطق أبدا، ‏كل المطبعين سنة لكن ليس كل السنة مطبعين وعملاء، هناك حقيقة
رجال الدين من أصحاب القرار من الطائفة السنية الوهابية في السعودية والخليج مع التطبيع ومع داعش.
ورجال الدين أصحاب القرار من الشيعية في العراق وغير العراق ضد التطبيع مقاتلين أشداء ضد داعش ومشتقاتها من الفصائل الاجرامية الإرهابية الوهابية.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
1/1/ 2022