الاثنين - 14 اكتوبر 2024

طفلة سورية تطلب خيمة من بابا نؤيل..!

الاثنين - 14 اكتوبر 2024


كاظم مجيد الحسيني ||

عرضت قناة الجزيرة القطرية مقطع فيديو لطفلة سورية “نازحة” أمنيتها الحصول على خيمة بمناسبة عيد رأس السنة الميلادية ،تقيها من برد الشتاء القارص، بوجه شاحب ومحيا خجول وعيون مليئة بالحزن والدموع، لكنها تمالك نفسها، بعدما صدمت بسؤال مراسل القناة عن امنياتها!!!
بهتت وكان لسان حالها يقول ، أين أنت يا بابا نؤيل عني؟ولماذا لم تأت لي بهدية كما تكذب على الاطفال، او لستم من تدعون الإنسانية وحقوق الإنسان، أين المطبلين والمهوسين بالغرب وبك، ألم يشاهدوني ومأساتي، أليس لي الحق بالاحتفال كغيري، لمى لا يحضر رجل الثلج ليجلب لي هدية، إلا أستحق ذلك، كيف ينساني دون خيمة في هذا الشتاء البارد وهو يجول القطب الشمالي طوال العام، لم أعلم انه كاذب لهذا الحد قبل اليوم، ولن أصدق به ابدا بعد اليوم،لأنه لا يهمه أمري أو أمر غيري،
بل ما يهمه في نهاية كل عام ميلادي هو أين وصل مشروعه الشيطاني، وكم اصبح رصيده من السذج ممن باعوا دينهم وأتبعوه، قرأت في عيون هذه الطفلة وهي تتلفظ كلمات الفطرة والبرأة بأن رسالتي هي رسالة سماوية لمن كان غافلا أو متغافل لما يدور ويجري حوله من هدم للقيم والأخلاق والسلوك بعناوين جميلة منمقة تخفي في طياتها مشاريع شيطانية واضحة وجليه ولا يخجل منها مروجيها،
أين أنت بابا نؤيل عن موجة الإلحاد التي تتسع يوما بعد يوم، أين أنت بابا نؤيل عن زواج المثلين، الاتعلم من اوصلني إلى هذا الحال ،من ضعني بهذا الحال مدعوا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ألا تعلم أن وراء كل شهيد و جريح ونازح أو مشرد أو لأجى انتم؟من خرب الأوطان غيركم،
أما أن الأوان لصحوة عقل قبل الضمير، جعلتمونا نعيش الوهم السذاجة كألقطيع، لا دين يلزمنا ولا قيم توقفنا ولا مبادئ ترجعنا إلى رشدنا، تدخلتم بكل جزئية في حياتنا، غيرتم ثقافتنا وتسعون لطمس هويتنا، بأستغلالكم لكل الوسائل المتاحة ،لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي وجعلها المنبع والمرتع الذي يتغذى المتلقي “المستهدف” والناظم لحركة وتطلعات الشباب خصوصا،لما له من تأثير ووقع على سلوكهم وحياتهم، حتى أصبحت سياسة تسطيح العقول نمط ومنهج علني وغير خافي على احد في عصر التفاهة والأفكار الرخيصة المبتذلة ،فأصبح ناقوس خطر يدق أعماق بيوتنا، ويسرق عقول ونفوس أبنائنا، ونحن فرحين بما يقدم لنا من تفاهات وانحدار وتسافل باسم السيد المسيح عليه السلام، وغيرها من العناوين البراقة،
سندفع ثمنه غاليا جدا مالم ننتبه لطرق واساليب الحرب الناعمة تعمل على قدم وساق دون كلل أو ملل، لضربنا بالصميم بداعي الفرح والاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، فلن اصدق بعد اليوم بهذه الكذبة ولن اكون يوما ساذجة،
ــــــــــــ