الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024
منذ 3 سنوات
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024


سامي جواد كاظم ||

مصطفى الفقي سكرتير الرئيس المصري الراحل حسني مبارك وفي لقاء معه على الـ ام بي سي للحديث عن ذكرياته تحدث عن مجلس التعاون العربي وكيفية تاسيسه بين العراق واليمن والاردن ومصر ، حيث ذكر ان حسني مبارك ذهب الى السعودية لياخذ الاذن منهم في الانضمام من عدمه مع هذا المجلس فقال له الملك فهد انا اريدك ان تنضم معهم حتى تكون عينا لنا على الرئيس العراقي فانه مجنون ولا نعلم ماذا يدور في راسه .
هنا اقول لهذا الملك وهل غيرك انت وامير الكويت من استغفله وجعله يشن حربا ظالمة على ايران ؟ وهل غيرك وامير الكويت معك من ضخ الاموال والدعم اللوجستي للعراق من اجل اطالة الحرب وسقوط الضحايا ؟ فهل هذه السياسة التي تتحدثون عنها ؟
والفقي نفسه تحدث عن ان الرئيس العراقي هو من سعى لطرد مصر من جامعة الدول العبرية عفوا العربية ونقلها الى تونس وهو بعينه من اصر على عودتها الى الجامعة العربية في مؤتمر غمة المغرب ليصفها بصفات رنانة ، هذا النفاق لا يليق بالدين بل بكل الاديان
نعم يجب فصل الدين عن السياسة لان الدين لا يؤمن بالغدر والنفاق وسفك الدماء ، وما مثالنا هذا الا عينة بسيطة من بحر زاخر بالاغتيالات والحروب والنفاق الذي قطعت الدول العلمانية شوطا طويلا فيها ، ليظهر لنا علماني يبحث عن تاريخ الاسلام ومنها الحروب ليصفها بالاحتلال وما رافقها من انتهاكات .
نحن المسلمون لسنا بصدد الدفاع عن هذه الحروب التي هي اصلا محل اشكال والحروب يرافها انتهاكات هذا امر لابد منه ، ولكني اسال هؤلاء المتبجحين بعبقريتهم في فهم التاريخ لماذا تبحثون عن الماضي وامامكم حروب الدول العلمانية التي يندى لها الجبين في بشاعتها وانتهاكها لحرمة الانسان وقتلها الاطفال والنساء ، هل قراتم تاريخ الحروب الاستعمارية التي شنوها في عهد قريب لا يسمح للمزورين بتزويرها كما حدث في التاريخ الاسلامي .ابداوا بالحروب الصليبية والى الان
وما غايتكم من اثارة اوراق تلك الحروب الاسلامية؟ هل حقوق الانسان ؟ ام لتشويه الاسلام ؟ فالشطر الاول من السؤال اخرمن يدافع عن حقوق الانسان هي الدول العلمانية ويكفيكم ان تكتبوا عن انتهاكاتهم واغتيالاتهم للانسان في عمكم المحرك كوكل وسيظهر لكم فضائع يندى لها الجبين ، ويوميا تطل علينا الصحافة باخبار اجرامية جديدة قامت بها مثلا فرنسا في الجزائر ، بل انهم لكثرة استهتارهم بقيم الانسان بدات تظهر جرائمهم علنية حال وقوعها .
واما بالنسبة للسؤال الثاني فالواقع هو من يتحدث عن ماهية الاسلام فبالرغم من المنظمات الارهابية التي اسستها الدول العلمانية وباموال مزيفي التاريخ من عربان الخليج يزداد انتشار الاسلام واعتناق الاسلام يوما بعد يوم ، هل تعلمون لماذا ؟ لان الخطاب الاسلامي خطاب رصين وان العقلاء ممن يريدون معرفة الاسلام لا ينظرون الى حكام الاسلام بل الى مصادر الاسلام واولهم القران لدرجة ان امريكا اعترفت ان الاقبال على قراءة واقتناء القران بعد احداث سبتمبر الارهابية زاد بشكل كبير حتى يتعرفوا على الاسلام وتيقنوا ان هذه الاعمال لا يرضى بها الاسلام .
نعم نفاق السياسة لا يليق بالاسلام ولا يمكن ان يجاملهم على حساب الحق والعدالة . ليست المشكلة في الحروب وعقد الصلح بل المشكلة باسباب الحروب التي هي نزعة شخصية من حاكم متهور ليجعل منها حرب العدالة وبعد قتل الابرياء يجلسون على الطاولة المستديرة ليعقدوا صفقة الصلح وتبدا بعض دول النفاق التي كانت تضخ الاموال لادامة الحروب تتبرع لاعمار ما دمرته الحروب .
لا يوجد فكر مثل الفكر الاسلامي وتحديدا المذهب الامامي في تقبله الراي الاخر حتى الذي ينتقده وبعلمية تجدون كتبهم في متناول اليد دون منع او تصفية لمؤلفيها في ظلمات الليل لا سيما الكتب الحديثة اما القديمة فمتوفرة وبكثرة، نعم النقد العلمي وليس بقباحة الشتائم للثوابت الاسلامية فالذي يطالب المسلمين باحترام الراي الاخر عليهم هم اولا ان يحترموا الراي الاسلامي
ـــــــــ