الاثنين - 14 اكتوبر 2024
منذ 3 سنوات
الاثنين - 14 اكتوبر 2024


إياد الإمارة ||

في مثل هذه الأوقات قبل عامين عم الحزن قلوب المؤمنين المقاومين في مشارق الأرض ومغاربها ومعهم كل الإنسانيين الذين يؤمنون بالحرية والعزة والكرامة بعد أن تأكد للجميع إن الإدارة الأمريكية الإرهابية المتوحشة أقدمت على جريمة إغتيال قادة النصر العظام القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني والقائد الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس رضوان الله عليهما ..
كان الخبر ثقيلاً جداً وحزيناً جداً ..
رأيتُ -في البصرة- الارضَ غير الأرض والسماءَ غير السماء كانتا باكيتين بنحيب شجي، وكان يبكي معهما الطير والشجر والماء والهواء، كل شيء اتشحَ بالحزن يذرف الدموع بغزارة..
إنه فراق الأحبة فراق الآباء الأمهات الأخوة الأبناء .. فراق فجيعة ما بعدها فجيعة ..
لا أبالغُ وأنا أقول إن الأرض قد ضاقت بي وكنت أحاول الخروج منها لكني في مثل هذه الأوقات كنتُ لا أستطيع حمل بعضي فقد أقعدني الخطب وأخذت أجهش بنوبات بكاء هستيرية لاطماً نادباً فقد سليماني والمهندس المفجع.
لعلنا فجعنا بكثير من الأحبة قبلهما ..
كنتُ صغيراً وقت شهادة الإمام السيد محمد باقر الصدر أراقب حزن والدي رحمه الله وحسرات أمي وهي تردد كلمتها التي لا تزال ترن في مسامعي “راح تنگلب الدنيا بينا ذبحوا ابن رسول الله مظلوم” ..
وهالني رحيل إمام الأمة السيد روح الله الموسوي الخميني رضوان الله عليه وقد بلغتُ من الوعي شيئاً أتذكر إنني ذهبت في حينها إلى بيت الشهيد السعيد صفاء عبد الطيف (ابو كوثر الشاوي) وهناك ذرفنا دموعنا على فقد والدنا الخميني رضوان الله عليه..
فجعتُ بعمي وبوالدي وبشقيقي، وبأعزة كثر على قلبي بأصدقاء الصبا والعقيدة الشهيد أحمد عبد الكاظم الصافي والشهيد الشاوي، وهزني نبأ شهادة الأخ القريب أبو مجاهد المالكي، وهدني خبر شهادة القائد الحاج حميد تقوي، بكيتُ الشهداء أبو غازي وأبو حبيب السكيني بحرقة شديدة وحزنتُ على الشهداء عباس خميس ومهدي صالح وحسين أحمد رضوان الله عليهم أجمعين لكن جراحات هؤلاء جميعا أسكنها الذي هو أشد ألما.
نعم إن فقد السليماني والمهندس رضوان الله عليهما أحزننا كثيراً ..
لكنا في أمة حزب الله نتزودُ من أحزاننا ..
تلك هي الحقيقة ..
انظروا لنا ونحن نقيم مجالس عزاء سيد الشهداء الحسين عليه السلام وكيف نخرج نتمترس بالوعي والعزيمة والإصرار على رفض الظلم ومواجهة الطغيان وتحقيق الإنتصارات ..
ماذا بعد كل شهداء الثورة الإسلامية في إيران؟
بعد شهادة الشهداء مطهري وبهشتي ورجائي وباهنر ودقائقي وصياد شيرازي رضوان الله عليهم..
وماذا بعد كل شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان؟
بعد شهادة السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب والسيد هادي نصر الله والحبيب (المعشوق) العماد عماد مغنية رضوان الله عليهم..
وماذا بعد شهادة قادة الحق اليماني في يمن العزة والكرامة؟
بعد شهادة الصماد وشيوخ اليمن المقاوم وأطفالها..
ألسنا أكثر قوة؟
ألسنا أكثر عزيمة؟
ألسنا أقرب إلى النصر؟
بعد شهادة قادة النصر سليماني والمهندس رضوان الله عليهما ومن سبقهما من الشهداء نحنُ أكثر قوة وعزيمة وأقربُ ما نكون إلى النصر ..
لا يفرح مغتر أهوج ولا يشمت جاهل أرعن ولا يسكت قعيد أحمق..
لينظر هؤلاء ومَن خلفهم ومَن معهم ومَن يرضى لهم ومَن يسكت معهم إلى حضور شهيد الأمة الإمام الصدر الدائم في الضمير والوجدان وإلى جنة الزهراء في إيران ..
لينظر هؤلاء في عيون كل مؤمن مقاوم وسيجدوا أن صور الشهداء جميعاً مرسومة على الأحداق وهي وإن تجري دمعا فهي تتفجر ثورة لا تخمد نيرانها حتى يأذن الله وتشرق الأرض بنور ربها.
لينظر هؤلاء إلى إلتفاف الأخيار كل الأخيار حول شهداء النصر رضوان الله عليهما في جبهات القتال وإلى إلتفاف الأخيار كل الأخيار في إحياء ذكراهما وكيف تزداد زخماً في كل عام.
إننا طلاب مدرسة الشهادة التي تصنع الإنتصار فموتوا بغيظكم.