الجمعة - 29 مارس 2024

أسباب الإلحاد في المجتمعات الإسلامية والغربية..

منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


خالد جاسم الفرطوسي ||

حيث أن الحديث عن أسباب انتشار الإلحاد حديث عميق وطويل، أرى أن لا أسهب فيه، فأبدأ بذكر أسباب انتشاره في المجتمعات الإسلامية لأعرج منها إلى أسباب انتشاره في المجتمعات الغربية.
يمكن تقسيم أسباب وقوع الشباب المسلم في الإلحاد إلى أسباب محورية وشخصية واجتماعية ومعرفية، وكما يلي:
الأسباب المحورية:
1- الثورات العربية.
2- صعود الإلحاد في الغرب.
3- الطبيعة الحدية للمجتمع.
4- ثنائية القابلية والتأزم: وأقصد بها أنه إذا طرأت أزمة أو ابتلاء على الشخص الذي لديه قابلية للإلحاد، سوف تتحول هذه القابلية إلى إلحاد بالفعل، وهذا لأن الأزمة أو المحنة تؤدي إلى مسار من مسارين: أما اللجوء إلى الله أو اليأس من روح الله، فهذا هو المقصود بثنائية القابلية والتأزم.
• الأسباب الشخصية:
1- الثقة الزائدة بالنفس والغرور المعرفي.
2- الجفاف الروحي.
3- السطحية الفكرية.
4- الاندفاع والعجلة.
5- سطوة الشهوات ومحاولة الهروب من وخز الضمير.
6- الاضطرابات النفسية.
الأسباب الاجتماعية:
يمكن تلخيص هذه الأسباب بما يأتي:
1- الجمود الديني وضعف المناعة المجتمعية.
2- كبتُ الأسئلة.
3- اضطهاد المرأة.
4- تخلف الأمة.
5- تمزق الأمة وتفرقها.
• الأسباب المعرفية:
وهي المتعلقة بالعلم والمعرفة والشبهات، وعند ذكر الأسباب المعرفية يمكن إيجازها بالآتي:
1- وفرة المواد الإلحادية كتابية و فيديوية بشكل يجعل المعادلة تميل لصالح الإلحاد.
2- اعتماد العلماء المسلمين على صياغات كلامية وفلسفية صعبة لا يفهمها عوامُّ الشباب، بينما مفاهيم ونظريات الإلحاد معروضة بصياغات يسيرة قريبة للفهم.
3- رفض بعض العلماء التصنيف في الرد على شبهات مهمة وكثيرة، أو أن الرد ليس بالمستوى المطلوب.
4- المتاجرة بالعلم لترويج الإلحاد، حيث يتم الترويج لنظرية التطور مثلاً، كما يتم الترويج للنظريات الحديثة في نشأة الكون خصوصاً على يد العالم الفيزيائي ستيفن هوكينج، فإذا تعارضت هذه النظريات مع الدين كان هذا دليلاً عند القوم على بطلان الدين.
أسباب انتشار الإلحاد في الغرب:
1- شمل التناقض فكرة الألوهية نفسها، فبينما يوصف الإله بأنه هو الخالق، ينسب إليه الولد !!وبينما يقال إن عيسى ابن الله، يقال إنه صٌلب !!
وبينما يقال إن الإله واحد، يقال إنه مكوَّن من ثلاث أقانيم هي الأب والابن وروح القدس وهكذا!!
2- لم يكن الخلاف علمياً مع الدين فحسب، بل كان أيضاً خلافاً أخلاقياً وسياسياً مع الكنيسة التي تتحدث باسم هذا الدين.
3- من المسائل التي يتكرر ذكرها في كتابات الغربيين تعليلاً لنفورهم من الدين كثرة الحروب والمآسي التي حدثت في تاريخهم بسبب الخلافات الدينية.
4- ومن انتشار الإلحاد هو أنهم وضعوا الدين في مقابل العلم الطبيعي، ثم بدأوا بالكلام عن المزايا التي يمتاز بها المنهج العلمي، وعن الثمار التي جناها الناس من المخترعات التي قامت على أساسه، وعن توسيعه لدائرة معارف الناس بالكون، وقضائه بذلك على كثير من المعتقدات الدينية المتعلقة بطبيعة الكون أو طبيعة الأسباب الفاعلة فيه، وهكذا.
ثم يقولون: إنه لهذا كله ينبغي أن يكون الاعتماد على العلم الطبيعي لا الدين في معرفة الحقائق.
ــــــــــ