الأحد - 06 اكتوبر 2024

في ذكرى 2020 / 1 / 3 لن تتكرر مشاهد مقتل الحسين والصدر

منذ 3 سنوات
الأحد - 06 اكتوبر 2024


د. علي المؤمن ||

ليس هناك أدنى شك، بأن مشاهد نهايات أبي ذر وحجر والحسين ومسلم وميثم والمختار؛ لن تتكرر في زمننا هذا؛ فنحن نعيش عصر القوة والانتصارات، ولسنا في زمن مسلم.
ألا ترون العنفوان والحنكة والردع والبناء والإنجاز.. وردّ الصاع بعشرة.. على طول الساحات الإقليمية وعرضها؛ رغم بعض مسارب الفشل والنكوص هنا وهناك، ورغم الحصارات الجائرة والقصف الدعائي ومحاولات التمزيق الاجتماعي التي تقودها كثرة الأعداء والخصوم، ولا سيما مثلث الشر الأمر يكي الإسرا ئيلي السعودي، وينفذها مباشرة أو عبر أتباعه المحليين؟!.
يكفي أن نتأمل الإنجازات الهائلة لساحاتنا بعد الاغتيال الجبان لقائدي النصر، وكيف انتفضت الأمة ومرجعياتها وحركاتها ومؤسساتها ضد مثلث الشر وأتباعه، وكيف استحال فقدانهما المؤلم؛ تقدماً نوعياً وسريعاً على المستويات السياسية والميدانية والاجتماعية والتكنولوجية والعلمية والإعلامية، وهو الفضل الذي يشهد به الأعداء ويزدادون رعباً منه.
ربما تكون وحدة الساحات ووحدة البوصلة اللتين عززهما استشهاد قائدي النصر؛ أكثر ما يوجع الخصوم ويخيفهم، وهما أحد الإنجازات النوعية التي يحول بقاؤها دون تكرار مشاهد تفرد الخصوم بالصدريين موسى ومحمد باقر ومحمد، والحكيميين محسن ومهدي ويوسف، ودخيل والبصري والسبيتي، ونواب وسعيدي وغفاري، وعبد العلي مزاري، وعارف الحسيني، وحسين الحوثي، وحسن شحاده، ونمر النمر، وعلي سلمان و…، كما تفردوا من قبل بأئمتهم وسلفهم؛ لأن هذا العصر هو عصر علي وحسن وعماد وحسين وقاسم وجعفر و…
دعوكم من دعايات مثلث الشر وأتباعهم، والتي تدعوكم الى الشعور بالإحباط والفشل؛ فهي دعايات عدوانية بائسة تتعارض مع بديهيات الواقع. ويدرك الخصوم أنفسهم بؤس دعاياتهم وكذبها ومفارقتها الواقع؛ لكنهم يبحثون عن مزيد المغفلين والضعفاء والمرجفين والخطّائين؛ لكي يمزقوا الواقع المنتصر المتماسك من داخله.
من الطبيعي أن تكون هناك تضحيات وشهداء، ومن الطبيعي أيضاً أن يكون هناك متخاذلون ومنقلبون ومارقون، ومن الطبيعي أن يكون هناك عملاء وأتباع لمثلث الشر، ومن الطبيعي أن يكون هناك فشل وفساد؛ لكن الحواضن الاجتماعية الشيعية تزداد وعياً وإشراقاً يوماً بعد آخر؛ حتى بات الخصوم أنفسهم في آخر سلّم اليأس؛ لأنهم أدركوا الفارق النوعي الهائل بين كوفة ابن زياد وصدام من جهة، وكوفة الحاضر المنتصر من جهة أخرى.
مسارب الإحباط والحزن والتردد والجمود والانكفاء، ما عادت تعرف طريقها الى الحواضن الاجتماعية الشيعية، ودعايات الترهيب والتخويف والتيئيس التي تستهدفها، ماعادت تنفع لضرب عناصر قوته، لتستفرد بالحسين والصدر، وتذبحهما مرة أخرى.
ــــــ