الاثنين - 14 اكتوبر 2024
منذ 3 سنوات
الاثنين - 14 اكتوبر 2024


محمد جعفر الحسن ||

دعك عن ذكر التاريخ، ولا تحكي عن بطولات الماضي، وأنهي حديثك عن المواقف؛ فتاريخ الأحياء في هذا اليوم يبدأ بعد ذكرى الانتكاسة في العاشر من حزين ٢٠١٤. بعد هذا التاريخ بانت معادن الرجال، واتضحت مواقف الساسة.
في الداخل سقط من رحب بسطوة داعش وعدهم من أبناء جلدته، وفي الخارج توقف الحلفاء عن الإدلاء بتصريح واحد يناصر قضية شعب بدأت تقضم ارضه وخريطته تتبدل وتنكمش. هكذا كان المشهد، ظلام حالك أطفأ كل مشاعل الوطن، وربما كان النافخون عنوة لقتل شموع الدروب المقفرة مخدوعين، تسيّرهم تحليلات الوهابية المتحالفة مع الانفتاح الغربي النفعي!
منفعة ضاعت عن الجميع، فالبشر سواسية بنظر الدواعش؛ إما مقتول او مذلول. وبينما كان الوطن ينكمش، صدرت من نجف العراق الاشرف كلمات غيرت مسار التاريخ.
كلمات ترجمها قادة ورجال آمنوا بهم. انتصروا، فأستحقوا الوصف: قادة النصر.
وبعد.. لا ينسى الذليل حقده، ولا الأعرابي خزيه، ولا المهزوم انكسارته. ومنذ لحظة إعلان النصر العراقي ضد الإرهاب الداعشي، بدأت الحملة، حملة الشيطنة التي تستهدف اسباب الانتصار. كان العدو يحتقن غيضا، يحاول جاهدا ليثأر من المنتصرين وليثبت لداعش انه يساندهم.
وليس أعظم من قتل قائدين حققا نصرا ميدانيا على الإرهاب، ولكن كيف لهذا ان يتحقق؟!
ادركوا ان جواز المرور، مرور طائرات الغدر، يحب أن يصدر من بغداد وان توقعه فئة من الشعب.
تحرك البسطاء وساندهم من كسب الجائزة في إنتخابات ٢٠٢١. هناك، ومن فوق مرقص اسموه جبلا اصدرت أوامر الاغتيال. شعارات ترفع ضد سليمان الجمهورية وجمال تميم، تندد بهم وتهتف ضدهم.
في تلك اللحظات لم يكن المغزى معروفا، فما علاقة من حارب داعش وهزمها وارح الشعب العراقي من وبلاتها، ما علاقته بتعيينات هنا أو فساد هناك؟!..
منذ الأول من تشرين ٢٠١٩ ولغاية فجر الثالث من كانون ٢٠٢٠ كانت الناس تجهل الشعارات وتعدها صرخات اطلقها صاحب (تكتك) غلبته ظروف الحياة، وبرغم ان النصر وفر لصاحب (التكتك) فرصة التظاهر والمطالبة بالحق، غير أنه استهدف اسباب النصر وقادته!
قادة اذلوا الإرهاب، فكانت الشهادة تليق بهم. قتلتهم صواريخ دولة عظمى، بيد أنّ الفاعل الحقيقي كان يرقص في (تحرير) بغداد وهو يظهر مؤخرته تعبيرا عن فرحه بتغييب قادة النصر!
نصر قاده المهندس وضيف العراق العظيم سليماني، وامتعض منه الطغاة، فحركوا ضعفاء العقول من هذه الامة ليصدروا جواز مرور طائرات الاغتيال، فكان جوازا دخل من خلاله الشهيدين لقلوب جميع الشرفاء.
ــــــــ