الامامة بنص القرآن الكريم !تفسير الميزان للطبطبائي
هادي خيري الكريني ||
قوله تعالى: (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني برآء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين. وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) الزخرف – 28، فأعلم قومه ببرائته في الحال وأخبرهم بهدايته في المستقبل، وهي الهداية بأمر الله حقا، لا الهداية التي يعطيها النظر والاعتبار، فإنها كانت حاصلة مدلولا عليها بقوله: إنني برآء مما تعبدون إلا الذي فطرني، ثم أخبر الله: أنه جعل هذه الهداية كلمة باقية في عقب إبراهيم، وهذا أحد الموارد التي أطلق القرآن الكلمة فيها على الامر الخارجي دون القول، كقوله تعالى: (وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها) الفتح – 26.
وقد تبين بما ذكر: أن الإمامة في ولد إبراهيم بعده، وفي قوله تعالى: (قال ومن ذريتي. قال لا ينال عهدي الظالمين) إشارة إلى ذلك، فإن إبراهيم عليه السلام إنما كان سئل الإمامة لبعض ذريته لا لجميعهم، فأجيب: بنفيها عن الظالمين من ولده، وليس جميع ولده ظالمين بالضرورة حتى يكون نفيها عن الظالمين نفيا لها عن الجميع، ففيه إجابة لما سئله مع بيان أنها عهد، وعهده تعالى لا ينال الظالمين.
قوله تعالى: لا ينال عهدي الظالمين، في التعبير إشارة إلى غاية بعد الظالمين عن ساحة العهد الإلهي، فهي من الاستعارة بالكناية.
(بحث روائي) في الكافي عن الصادق عليه السلام: إن الله عز وجل اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وإن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، وإن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وأن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما، فلما جمع له الأشياء قال: (إني جاعلك للناس إماما) قال عليه السلام: فمن عظمها في عين إبراهيم قال: ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين قال: لا يكون السفيه إمام التقي.
أقول: وروي هذا المعنى أيضا عنه بطريق آخر وعن الباقر عليه السلام بطريق آخر، ورواه المفيد عن الصادق عليه السلام
من هم رحم رسول محمد صل عليه وآله؟
ومن هم الشيعة بحسب تفسير الإمام العسكري عليه السلام ؟
وما جزاء من استخف بهم بحسب تفسير من استخف بهم ؟:
وهل من يعادي الشيعة شيعي؟
وكيف توعد من يعادي شيعة ال محمد.صلوات الله عليهم بنص قول الإمام المعصوم ؟
تاويل الآيات شرف الدين الحسني ..!
ثم وصفهم بوصف آخر فقال * (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) * وهم رحم آل محمد صلى الله عليه وآله التي أمر الله بصلتها ومودتها:
لما رواه علي بن إبراهيم رحمه الله، [عن أبيه] عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى عليه السلام أن رحم آل محمد معلقة بالعرش تقول:
(اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني) وهي تجري في كل رحم (1).
وفي تفسير العسكري عليه السلام أنه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الرحم التي اشتقها الله تعالى من قوله * (الرحمن) * هي رحم آل محمد صلى الله عليه وآله وإن إعظام الله إعظام محمد، وإن من إعظام محمد إعظام رحم محمد، وإن كل مؤمن ومؤمنة من شيعتنا هو من رحم محمد، وإن إعظامهم إعظام محمد، فالويل لمن استخف بشئ من حرمة محمد صلى الله عليه وآله، وطوبى لمن عظم حرمته ووصلها (2).
ثم لما وصف سبحانه * (أولوا الألباب) * بصفاتها ذكر ضدهم ومخالفيهم:
فقال سبحانه وتعالى * (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) *.
تأويله: ما ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره قال: قوله تعالى * (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) * يعني عهد أمير المؤمنين عليه السلام الذي أخذه رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم (3).
* (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل) * يعني صلة رحم آل محمد صلوات الله عليهم * (ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) *.
قوله تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب [28]
١) تفسير القمي: ٣٤٠ وعنه البحار: ٢٣ / ٢٦٥ ح ٩ و ج ٧٤ / ٨٩ ح ٣ والبرهان: ٢ / ٢٨٨ ح ٦ ورواه العياشي في تفسير: ٢ / ٢٠٨ ح ٢٩.
٢) تفسير الامام: ١٣ وعنه البحار: ٢٣ / ٢٦٧.
٣) تفسير القمي: ٣٤٠ وعنه البرهان: ٢ / 288 ذ ح 6، ونور الثقلين: منزهم 2 / 501 ح
ـــــــ