الاثنين - 14 اكتوبر 2024

صدمة الشعب الياباني..وصدمات الشعب العراقي

منذ 3 سنوات
الاثنين - 14 اكتوبر 2024


مظهر الغيثي ||

كان اليابانيين بداية الثمانينيات اكثر الشعوب ثراء ويقبلون على الشراء بنهم ويصرفون بدون اي ادخار ومع الزيادات في المعاشات كانوا يزدادون اسرافا وتبذيرا وشغفا بحمى الشراء
ولكن تغير هذا بعد ربط الين بالدولار في سنة 1985 حيث الزمت أمريكا بعض الدول بأن تبقي قيمة عملاتها أعلى من الدولار ومنها الين الياباني والمارك الألماني في اتفاقية تسمى اتفاقية بلازا وذلك أدى لمكاسب كبيرة لقطاع الإنتاج الأمريكي وخسائر كبيرة لاقتصاديات تلك الدول ومنها اليابان
في خلال سنتين اي سنة 1987 بدا التدهور حيث بدا اليابانيين بالشراء المحموم لارتفاع الين الياباني وانخفاض الأصول والبضائع الأمريكية وازدادت الفائدة وعمليات التسليف للمواطنين بدون ضمانات وذلك الوضع يشابه الفقاعة التي نعاني منها الان في ارتفاع أسعار الأصول إلى اسعار غير مسبوقة
وفي عام 1990 انفجرت الفقاعة الاقتصادية اليابانية وكانت هناك خسائر كبيرة في قطاعات عدة حيث انخفضت اسعار العقارات 85% وكذلك باقي القطاعات وخسر المواطن والاقتصاد الياباني مدخرات بقيمة(2 ترليون $)
وبعد هذه الخسارة الكبيرة عانت اليابان كثيرا وكذلك الشعب الياباني ولكن الشعب تعلم من هذه الصدمة واخذ العبرة وانتهج المواطن سياسة تقشف حاد وكذلك الادخار في البنوك لكل ما يستطيعون أن يدخرون من مدخولاتهم
وبائت كل محاولات البنك المركزي الياباني بالفشل لتحريك السوق والاقتصاد الراكد بسبب عدم اقبال اليابانيين المحجمين عن الشراء بسبب صدمتهم النفسية 1990 وتغير الاستهلاك الياباني للسلع لربع قرن وللان
أدى ذلك لانكماش اقتصادي مزمن وكذلك ثبات الأسعار لربع قرن بل وحتى انخفاضها في بعض الأحيان وكان الشعب يعترض على كل شركة تحاول رفع الأسعار
بحيث ان اليابان هي الدولة الوحيدة التي لم ترتفع فيها الأسعار للمنتجات الاستهلاكية في زمن كورونا بسبب ان الشركات تخاف من ردة فعل المستهلك على اي ارتفاع للأسعار في منتجاتها وفضلت أن تتحمل هي الزيادات الحاصلة عن ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الأولية باعتبار أن اليابان دولة تستورد الطاقة والمواد الأولية
لقد استخدم البنك المركزي الياباني والحكومة كل الحيل الاقتصادية لرفع مستوى التضخم الايجابي ولم يفلحوا بسبب عناد اليابانيين
بعد أن استعرضنا كيف تعلم اليابانين
راجع كم صدمة مرت على العراق والعراقيين خلال الربع قرن المنصرم
مررنا بحروب عدة وحصار اقتصادي واقتتال اهلي وسقوط أنظمة واارهااب وتطرف عنفي والكثير الكثير من التحديات
فلماذا لم يتعلم العراقيون من الدرس ولماذا لا يتصرفون وفق المخاطر التي يخوضونها
اترك الإجابة لكم

اخوكم مظهر الغيثي