الخميس - 28 مارس 2024

بيعة الغدير والاختبار الأعظم للأمة

منذ 5 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024

عبد الكريم آل شيخ حمود الشموسي

شكًَل الحدث الأهم من حياة الأمة الإسلامية الذي تمثل ببيعة الغدير، بعد حجة الوداع، يوما تأريخياً في خلود الإسلام وامتدادة المستقبلي لما عرف بعصر الإمامة التي إمتدت قرابة مائتان وخمسون عاماً وهو اليوم الذي اختارة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم وبوحي سماوي بلا شك فيه تشديد كبير فقرن إخبار الأمة بمبدأ الإمامة مع تبليغ الرسالة وإلا فلا معنىً لتبليغها ؛ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ.المائدة ٦٧ وفي هذا اليوم العظيم كانت الحجة بالغة مع وجود جمع من المسلمين يربوا عددهم على مائة ألف وعشرون ومن مختلف الأمصار والحواظر الإسلامية. 
ولأن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هو نفس الرسول بدلالة آية المباهلة الشريفة ، فإن بيعة الغدير هي الإمتداد الجلي لعصر الرسالة المحمدية ، لا يختلف عنها بشيء.
لتصبح الإمامة هي المحجة البيضاء التي على الأمة السير خلفها والهدي بهداها.
لكن الأمة بعد هذا اليوم تنكرت لنبيها ولم تأخذ الأمر على محمل الجد ، وسلكت الطريق الخطأ ،مندفعة وفق ما أملته عليها عصبيتها القبلية وكأن الأمر لا يعدو كونه حكم لاغير ، فصرح بعضهم بأن لا تجتمع النبوة والإمامة في بيت واحد هو البيت الهاشمي.
فكانت القلة القليلة ممن وفت البيعة والولاء لخط الخلافة الربانية والتفت حول أميرها وامامها علي بن ابي طالب عليه السلام ،لتشكل نواة التشيع الأولى وتعاني ماتعاني من إبعاد وتهميش بعد رزية يوم الخميس وإنعقاد مؤتمر السقيفة التي قضت على طموح الأمة ، حال رحيل النبي الاكرم الى الرفيق الأعلى الذي ترك فيهم؛ما إن تمسكوا بهما لن يضلوا أبدا كتاب الله الكريم وسنته الشريفة، لتتوالى الارزاء والمحن رزية بعدها رزية حتى تسلط شرار الخلق على مقاليد الأمور يوم شج رأس الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بسيف البغي والعدوان في محراب صلاته ،لتفتح أبواب الشر الإموي على مصراعيها، وتغرق بلاد الإسلام ببحور من الدماء على أيدي سلاطين بني أمية وبني العباس ،وقد انتحلوا صفة إمرة المؤمنين زورا وبهتانا.