الخميس - 28 مارس 2024

اوكرانيا عود الثقاب الذي سيشعل العالم .

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


حسام الحاج حسين ||

تتسارع دبلوماسية الضغوط على روسيا من اجل تحييدها عن قرار الغزو المرتقب لأوكرانيا لاسباب جيوسياسية تأتي في اطار سياسة الردع الروسية لوصول الناتو على حدودها .
تضع موسكو بيلاروسيا الموالية لها كمنطقة عازلة اضافة الى اوكرانيا واشترطت على الناتو على عدم ضم كييف الى حلف الناتو ونقل الأسلحة الأستراتيجية على حدودها وهذا يعني ان تكون موسكو تحت مرمى نيران الغرب .
الموقف الأوروبي غير موحد بشكل موثوق اتجاه بوتين حيث ترى المانيا القوة الأوروبية المحورية ان عليهم احترام المخاوف الأستراتيجية لبوتين وعدم الأستهانة به تحت اي ظرف وقد اعلن قادة وزارة الدفاع الألمانية معارضتها لنقل الأسلحة من بريطانيا الى اوكرانيا عبر أجواءها وتعده استفزازا غير مبرر لموسكو .
في المقابل تطالب روسيا بضمانات خطية مكتوبة وموثقة من الولايات المتحدة كونها القائد الفعلي للناتو على احترام اتفاق مينيسك القاضي بعدم انخراط اوكرانيا في حلف الناتو تحت اي ظرف . وهو خط احمر فرضه بوتين .
خصوصا بعد التغييرات السياسة التي غيرت خارطة الولاء في انتاج حكومة معادية لموسكو وقريبة من الغرب الغاية منها تطويق الروس .
لكن الولايات المتحدة تمتنع عن اعطاء موسكو اي ضمانات،،! بالمقابل تلوح الى فرض عقوبات قاسية على موسكو في حال اقدمت على غزو بري لأوكرانيا .
ويرى المتابعون في واشنطن وبعض العواصم الغربية . ان التلويح بالعقوبات هو بمثابة ضوء اخضر امريكي لأجتياح او كرانيا من قبل روسيا .
لان الموقف الأمريكي كان متطابق عندما تم غزو القرم وضمها الى روسيا قبل سنوات .
لكن المشكلة الحقيقية التي سيواجها العالم هو الخلل في توازن القوى الدولية في حال حصول الأجتياح الروسي وقد تعطي ضوء اخضر الى الصين لغزو تايوان بسبب تراجع سياسة الردع الأمريكية في ظل الأدارة الديمقراطية .
ورغم نبرة التهديدات الأمريكية، فإن أياً منها لا يشير إلى إمكانية اللجوء للخيار العسكري ضد موسكو في حال غزوها لأوكرانيا وهذا مايقلق كييف وعواصم اخرى في اوروبا .
وأصبح من الواضح خلال الحرب القصيرة التي شنتها روسيا في جورجيا في أغسطس/آب 2008 وكذلك
عندما هاجمت روسيا إقليم الدونباس في أوكرانيا وضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014 .
كانت الولايات المتحدة في ذروة قوتها بعد الحرب الباردة لكنها لم تكن مستعدة انذاك للمخاطرة بحرب مع روسيا،،!
لكن ربما تفتح جبهات اخرى
في الجغرافية السياسية المحيطة بموسكو وقد لايكون الشرق الأوسط في معزل لانها ستكون في عين العاصفة،،!
العقوبات الأقتصادية وحروب الملفات ستكون الأسلحة الأمريكية الأكثر فاعلية للرد على الغزو الروسي لأوكرانيا،،!
وقد يتوهم الأوكرانيين اذا تصوروا يوما انهم بمثابة إسرائيل واهميتها لواشنطن حيث ستتخلى الأخيرة عنها عند دخول اول جندي روسي الى اراضيها،،!
ــــــــ