الجمعة - 29 مارس 2024

عاشوراء والحشد وانتصار الدم القادم !

منذ 5 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024

سجاد العسكري


من يظن ان عاشوراء حدث تاريخي قد مضى , وفعل ماضي قد استنفذت أغراضه ودلالاته , فهو لا يعرف عاشوراء وشهدائه وقائده بل لايعرف اسس ومباديء الاسلام الحنيف الذي يدعو للألفة والسلام والود والتعاون الانساني الى ابعد مدياته التكاملية , وايضا هو لايعرف ان الفعل العاشورائي الحسيني هو فعل مستقبل ارتكزت عليه العدالة والروح الثورية والمصير , فكان بقوة العدالة وسمو الروح وحدة المصير ,فتقمص هذا الفعل في كل زمان ومكان ولبسته ارواح الاحرار والمقاومين للظلم في كل زمان ومكان لكسر قيود المتسلطين الظلمة على رقاب الشعوب المسالمة الأبية . 
فلو نظرنا بعين الواقع في مختلف ظروفنا الماضية والحاضرة فانها تذكرنا بالقيم العليا الايثار والثورة , والكفاح والبطولة والتضحية …كل هذه المباديء خير من يمثلها هو الحسين عليه السلام وهو الباعث الاول لكل الثورات , ومعلم الثائرين , نعم حدث ماضي وفعل مستقبلي ينبض فينا العقيدة والثورية ونستبشر بالامجاد والتحرير نبكيه لنتحرر وننشده فننتصر.
هذه الايام تمر علينا اعتدائات لطائرات مسيرة اسرائيلية وهي تستهدف مواقع الحشد الشعبي التابع لوزارة الدفاع العراقية , وبهذا تعتدي وتخترق الاجواء العراقية , ويسقط الشهداء , وتكرر هذا الفعل مرة اخرى وهذا الفعل ليس غريب على اسرائيل بل هي وامريكا لها اليد الطولى لمايجري من اوضاع مزرية في العراق ودعم قادة سياسين في الحكومة , ومحاربة قادة يعلمون الخطر ومكامنه ومنهم من قضى نحبه ومنه من ينتظر , والمنتظرون يرون بأن الحرب قد اعلنت بشكل رسمي بعد ان كانت بالنيابة .
فالقلق الاسرائيلي الامريكي الدائم مع الطائفيون والانفصاليون والدواعش من الحشد الشعبي لأنه بأختصار وإيجاز يعرقل مشاريعهم ويردعها ,علما ان الحشد الشعبي لم يستخدم أي عبارة للتصعيد طيلة تشكيله بل كان مدافعا عن وحدة العراق والمجتمع العراقي ويثني على كل من قدم الدعم لتحرير المحافظات المغتصبة من قبل داعش الاجرامي .
نعم فهذا لايروق لأمريكا ولا لأسرائيل ولا لدول الخليج التي اصابها الخذلان بسبب مواقفها في تصعيد الازمات لتتبين الحقيقة امام بعضهم ويعودوا الى رشدهم , المتتبع يعلم بأن الحشد الشعبي اصبح جزء فاعل في عملية التوازن الاقليمي , وخصوصا ان التهديدات والتدخلات باقية من قبل داعش وداعميها , وامريكا واعوانها غير جادة في القضاء عليهم , بل لديها اجندة مستهلكة تحاول ان تنيطها الي هذه المجموعات التي باتت مكشوفة دوليا والمسكوت عنها وعن داعمها الحقيقي دوليا ايضا؟!
فبعد عجز المنظومة الخليجية وما اصابها من تفكيك , وكانت اسرائيل تعول عليها في الدخول الى العراق , كما في اليمن ,لكنها تعرف ضعف السفهاء وهي معهم ,بأن الحشد الشعبي قادر وله القدرة على الردع واذا ماتعرض العراق الى تدخلات اخرى فان المنظومة الحشداوية والمرجعية الدينية والجماهير المطيعة سوف يكسرون شوكة امريكا واسرائيل بل يذهبوا ابعد من هذا.
فاسرائيل وبعد السماح او الوقوف موقف المتفرج من قبل امريكا ,تركزت استهداف عدة مواقع ومعسكرات سوريا العراق ولبنان وقد يشمل اليمن ايضا اعتداء منها لأيقاف محور المقاومة والوسطية في المنطقة , وهذا دليل للدور الذي يلعبه هذا المحور في عملية التوازن الاقليمي , فاسرائيل ترغب بشدة في تاجيج المواقف وكسب تاييد دول اخرى معها وعلى راسهم بعض دول الخليج مع صمت امريكي مريب! لكن محور المقاومة لم يرد , وهو ينتظر الوقت المناسب والمكان المناسب والحظة المناسبة والتي ستتمنى اسرائيل واعوانها بقائهم على نفس المربعات القديمة . 
فمن يفهم عبارة (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء) فهو امام اختبار وامتحان اللاهي ضروري لأختيار طريق الحق ومجانبة طريق الباطل , فالاختبار هو بحجم الاختبار الذي جرى على الحسين عليه السلام فالذين قتلوا الحسين عليه السلام قتلوا الاصلاح والحرية وحقوق الانسانية كما تفعل اليوم اسرائيل واذنابها , لكن هيهات هيهات مابين الامس واليوم وغدا.