الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


عباس زينل||

الكثير من البرامج سواء السياسية ذات البعد التحليلي أو الكوميدية ذات البعد السياسي؛ لو ركزتم فيها ستلاحظون بأنها ترتكز على استخفاف قضية المقابل، وعلى الاتهامات لدرجةٍ أخذت صداها بشكل كبير في المجتمع.
اليوم حتى على مستوى النقاشات البسيطة بين الأصدقاء فئة الشباب؛ نرى بأن الذي لا يؤمن بفكرة المقاو’مة أو بالولاية
يحاول يبتعد عن المنطق في نقاشاته، يحاول تسخيف فكرة المقابل كون الاتهام والتسخيف أبسط وسيلة للهروب.
لنأخذ إنموذجا لنقاش بسيط بين شخصين، يأتي أحدهم ويقول (العن ابــو إيران لابو إمريكا)، يرد الاخر من باب العدالة ويقول له: هل من العدل أن تضع إيران وامريكا بنفس القالب او الخانة او الميزان!؟، يجاوب نعم ف الدولتين دمروا العراق بتدخلاتهم، يرجع الاخر يسأل نحن نشاهد قواعد امريكية في العراق واكبر سفارة في الشرق الاوسط، والسفارة هذه أشبه ما تكون بقاعدة عسكرية حالها حال بقية القواعد الأخرى، كونها تضم جنودًا وتحصل فيها استعراضات عسكرية وهناك طيران دون الرجوع للعراق، وفي المقابل هناك سفارة ايرانية مثل اي سفارة أخرى تحترم دبلوماسية وسيادة العراق، يجاوب وإذا ليست هناك قواعد وجنود إيرانية ف الفصائل هم ايرانيون، يجاوب نعم بشكل واضح وصريح هناك تقارب كبير بين قادة ومجاهدي الفصائل، بل نفس العقيدة والمبادئ مع الجمهورية ولكن بالتالي هم عراقيون، حتى وإن يؤمنون بنفس الأفكار كإخراج المحتل ومقاومتهم، فهذا لا يعني بأنهم يأتمرون بالقيادة الايرانية، يرجع يسأل تقصد إن أفتى ولي الفقيه بفتوى هل تعني بأن قادة الفصائل سوف لن يلبوا تلك الفتوى؟!، يجاوب أنت ذكرت بلسانك كلمة (فقيه وفتوى)، إذًا القضية قضية دينية وعقائدية وليست سياسية ووطنية، ومن المؤكد بأن هذه الفتوى تصب في مصلحة الدين والمذهب والإسلام، وبكل تأكيد تخدم الوطن أيضًا فإن لم تخدم فهناك إشكال شرعي في ذلك، فهذه القضية إسلامية وجميع المراجع يؤمنون بها ولها جذور إسلامية وحوزوية كبيرة، وهذا ديننا وإيماننا نحن ومعتقداتنا كذلك لم نأتي بشيء خارج الدين والمنطق، يجاوب إذًا أنتم تبعيين لإيران وولائكم لخارج الوطن!. لاحظتم كيف ان هذا النقاش إنتهى بالاتهام والتخوين، وهذا مثال بسيط لكثير من النقاشات اليومية التي تحدث بين الأصدقاء، ومع أن الخلاف مبدئي وعقائدي وديني، فهو ليس مجرد إختيار وإنما هو إيمان ودين، عندما يؤمن بولي الفقيه فليس اعتباطًا بل عن دين وتعمق ودراية.