الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنتين
الجمعة - 29 مارس 2024


كاظم مجيد الحسيني ||

لاتحدثني عن ثروة أي بلد وأهله مشحونين بالحقد والعنصرية والطائفية والمناطقية والجهل والحروب…نيجيريا من اكثر الدول غنى بالثروات والمعادن، ومن اكبر دول العالم المصدرة للبترول، ولكن أنظر إلى حالها ووضعها، والسبب أن الإنسان فيها مشبع بالاحقاد العرقية ومحمل بالصراعات!!!
بالمقابل سنغافورة البلد الذي بكى رئيسه ذات يوم، لان بلده لايوجد فيها مياه للشرب، واليوم هي تتقدم على اليابان في مستوى دخل الفرد السنوي!!! في عصرنا الحالي الشعوب المتخلفة فقط هي التي مازالت تنظر إلى باطن الأرض، لتستخرج منها ما تأكله، في الوقت الذي أصبح الانسان هو”الاستثمار” الناجح والاكثر ربحا…هل فكرت وانت تشتري تلفون كلكسي أو آيفون كم يحتاج هذا الجهاز من الثروات الطبيعية ؟
ستجده لايكلف دولارا واحدا ، من الثروات الطبيعية…جرامات بسيطة من الحديد وقطعة زجاج صغيرة من البلاستك، لكنك تشتريه بمئات الدولارات، تتجاوز قيمة عشرات براميل النفط والغاز، والسبب أنه يحتوي على ثروة فكرية تقنية من إنتاج عقول بشرية!!! هل تعلم أن إنسانا واحدمثل(بل غيتس) مؤسس شركة مايكروسوفت يربح في الثانية الواحدة(226) دولارا،
يعني مايملكه اليمن ودول الخليج من احتياطي للثروات، لن تستطيع مجاراة شركة واحدة لتقنية حاسوب!!! هل تعلم أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب حقول نفط والثروات الطبيعية، إنما اصحاب تطبيقات بسيطة على جوالك!!! هل تعلم أن أرباح شركة مثل “سامسونج” في عام واحد(327) مليار دولار؟ نحتاج إلى مئة عام لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي!!!
أخي في الشمال أو الجنوب في الشرق أو الغرب…عندما يشب حريق في بيتك ويدعوك احدهم للصلاة والتضرع إلى الله !!فأعلم أنها دعوة خائن أو مغرض؟لان الاهتمام بغير إطفاء الحريق!!
والانصراف عنه إلى عمل أخر؟ هو”الاستحمار” وان كان عملا مقدسا، فنحن اليوم لسنا بحاجة إلى مسمى القيادة في أزمة تعددت جوانبها وتشظى الوطن بأسره، لابد لنا من التوحد في الثوابت والمبادى والأولويات أما قوى واحزاب عاثت بالبلد فسادا وطغيان، نحتاج إلى شخصية تمتلك مقومات ذاتية تصنع من المقومات الموضوعية حلا للأزمات، إذ أن اصحاب المناصب الحكومية، لايستطيعون القيادة الرشيدة، من دون تدبير وأنظمة وقوانين صحيحة تدير شؤون المجتمع على نحو منظم،حتى لو كانت كل القطاعات الإجتماعية تؤدي عملها بشكل جيد على نحو انفرادي!!
مع انعدام النظم والتدبير والانسجام الصحيح على الصعيد العام، إذ أن حسن السياسة والتدبير الصحيح للقائد والقيادة،يؤدي إلى تماسك المجتمع وتلاحم أبناءه واستقرار نظامه السياسي.
كما جاء (حسن السياسة قوام الرعية)!!! فهل أدركت الرعية ذلك؟ام سنبقى أصنام وإمعات وفزاعات للفاسدين والمتأمرين على العراق وشعبه، بأسماء وعناوين وشعارات مصطنعة بعيدة كل البعد عما يعيشه المواطن البسيط من انعدام الخدمات والبنية التحتية والمشاريع الاستراتيجية وتنمية وامان واستقرار وهدر للمال العام لم يحدث مثليلا له من قبل!!! فعلى الشعب العراقي ونوابه الشرفاء إستعادة البلد إلى وضعه الطبيعي، من خلال الإصرار على تشريع القوانين التي تحافظ على سيادة البلاد وحفظ ثرواته ووحدته والشروع بمشاريع استراتيجية عملاقة تعطي للعراق اهمية إقليمية ودولية وترفع من اقتصاده، وعدم القبول باي شخصية فاسدة أو غير وطنية لاي منصب في الدولة العراقية، من خلال بلورة رأي عام موحد وضاغط.