الجمعة - 19 ابريل 2024
منذ سنتين
الجمعة - 19 ابريل 2024


د. علي فاضل الدفاعي ||

من طبيعةِ البشر مَيلهم الى حب الشخصيات البطولية وتعلقهم العاطفي وانشدادهم الروحي الى الشخصيات الخارقة التي تقوم بأدوار البطولة؛ خاصة في انقاذ البشرية من الظلم وقيادتهم نحو عزتهم وحريتهم وكرامتهم.

لذلك تجد العالم ومنهم عالمنا العربي ينجذبون بقلوبهم الى المهاتما غاندي منقذ الهند من طغيان الاستعمار البريطاني واستعباد شعبها وسلب ثرواتها، كذلك ترى محبي الحرية وأصحاب النزعة الثورية ضد الظلم والاستبداد متعلقين بالمناضل الارجنتيني (الكوبي) تشي جيفارا ويرفعون صوره ويتغنون بسيرته الثورية.

إن كلَّ هذه التفاعلات الانسانية تشير الى حالة تعلق وجدانية فطرية عند البشر بشكل عام تجاه الابطال الذين خرقوا نظام العادة واستبدلوه بالامكانيات العظيمة المعطلة في (بنيان الله) المتمثل في (الانسان)، وهذا التعلق في تصوري من علامات بقايا عظمة الانسان الذي اختاره الخالق ليكون خليفته في الارض وأسجد له ملائكته بسببها.

إنّ من يتابع ثورة الشعب الايراني بقيادة الإمام الخميني والمراحل التي مرت بها والتضحيات التي قدمتها والمحطات الكثيرة التي عبرتها وصولاً الى الانجازات التي حققتها بإزالة حكم طاغية من أعتى وأكبر طواغيت العالم المعاصر وبناء دولةٍ مقتدرة وتحدّي كل محاولات الهيمنة الغربية ورجعية بعض الانظمة العربية، يجد أن التعلق الوجداني بها وبرموزها من شهداء وقيادة وشعب حاضرٌ عند مختلف شعوب الارض مثل حضور التعلق الوجداني العاطفي بأبطال وشهداء عالميين أمثال جيفارا وغاندي وغيرهم، وصورة الامام الخميني تمثل رمزاً ثورياً عصامياً عظيماً في الصمود والثبات على الاهداف حتى تحقيقها. إلا ان كثيراً من الشعوب العربية بشكل عام والعراقيين منهم بشكل خاص استثناءٌ من هذه القاعدة الروحية الوجدانية العالمية. ففي الوقت الذي لا يتحرج اي شاب عراقي من رفع علم تركيا في سيارته او التكتك الخاص به او على سترته الماركة لا يتجرأ احد ان يرفع علم ايران في المقابل.

لقد تعرّض الشعب العراقي الى مخطط شيطاني رهيب استهدف خلق عدوان مستمر بين الشعبين العراقي والايراني وعمل على تشويه صورة (الجمهورية الاسلامية) وليس ايران، فهذا هو جوهر الموضوع كله فلو تغيّر النظام الإسلامي الحاكم في ايران وتحول الى نظام شبيه بالنظام التركي على سبيل المثال (اسلامي شيعي) ظاهراً (علماني لا ديني) واقعاً يطبّع مع الكيان الصهيوني ويخضع لإرادة الغرب وامريكا؛ فستتحول إيران حينها الى (الحضن الشرقي) للعراق والحليف الاساسي ربما حتى ضد الأشقاء العرب، ولن يكون هناك اعتراض ولا مشاعر كراهية ولا حالة عداء لأن الماكنة الإعلامية العالمية ستغير بوصلتها وتعيد نظم إعداداتها لتقوم بعمليات غسيل لادمغة الشعوب الجاهلة.

إنّ الازمة الكبيرة للغرب تتمثل بوجود قوة اسلامية ذات سيادة حقيقية، وهذا ماعليه ايران منذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة في 11 / 2 / 1979 وتمريغ هيبة امريكا في الوحل وكسر سلطتها وهزيمة عميلها الشاه طريداً ذليلاً.

لو أراد المسلمون في الزمن الحديث والمعاصر وشيعة العراق بشكل خاص الاعتزاز بأنفسهم والافتخار بهويتهم فلن يجدوا مثل الامام الخميني رمزاً لذلك، كما تعتز الهند بغانديها وامريكا اللاتينية بجيفاراها وكما اتخذهما احرار العالم رمزاً للبطولة والحرية.
{ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تُسمع الصُمَّ ولو كانوا لا يعقلون} صدق الله العلي العظيم

نبارك لمولانا صاحب العصر والزمان
وشعب إيران المسلم
وقيادتها المباركة المتمثلة بآية الله #الخامنئي
الذكرى الثالثة والأربعين لانتصار الثورة الاسلامية.
والحمد لله رب العالمين.



ـــــــ