الجمعة - 19 ابريل 2024
منذ سنتين
الجمعة - 19 ابريل 2024


عباس زينل||

كل شخص من خلال مساحته يعلم الفكر الذي ينتمي إليه كم مساحته، من خلال دائرة أصدقائه وناسه ومحبيه، فالفكر الولائي اليوم المرتبط ارتباطًا عقائديًا بالولي الفقيه، سواء بالإمام الخميني سابقًا أو بالسيد الخامنئي الآن؛ أتسع كبيرًا وأخذ صدى واسع في الارجاء ولا سيما الإسلامية.
لو أردنا اليوم تحديد من هم الولائية وكم أعدادهم في العراق، لرأينا هم الغالبية الشاسعة من الشيعة في العراق، وبدليل بسيط تشييع الشهداء قادة النصر في الذكرى الأولى والثانية، هؤلاء كانوا فقط الذين خرجوا وشاركوا، لو حسبنا الذين لم يخرجوا من الأطفال والنساء والعجزة، او الكثيرين الذين لم يحضروا بحكم الظروف، فهم بالملايين وفي جميع المحافظات.
نحن هنا لسنا بصدد ذكر الأعداد بقدر ما هو نريد أن نصل إلى نقطة مهمة، آلا وهي بأن القاعدة الجماهيرية للفكر الخميني في العراق كبيرة جدًا، إذًا ما الذي يمنع العراق ان يكون مثل إيران؟، مثلما تعلمون بأن الطبقة او القاعدة الجماهيرية هذه ليست صانعة القرار، بينما الطبقة السياسية الحاكمة المتنفذة هم أصحاب الرأي والقرار، بغض النظر عن المخططات التي تستهدف المناطق الشيعية والجنوبية بالأخص، وتعمل على دون إعمارها وجعلها صالحة للعيش، إلا إن المتنفذين والذين يتبنون الارتباط العقائدي بولاية الفقيه، هم مقصرون لدرجة كبيرة في تقديم الخدمات لأهلهم وشعبهم، نحن نعلم جيدًا بالحكم المحاصصاتي وتأثير المحاصصة على تقديم الخدمات، ولكن هذا لا يمنع الذي يدعي الفكر الخميني من خدمة شعبه، الإمام الخميني كان يؤكد على هذا الجانب، وكان لم يقتصر على الجانب الجهادي في القتال فقط، بل عمل جاهدًا لتطوير قدرات إيران وفي كل الجوانب وجعلها مثالًا حقيقيًا للحكم الإسلامي الصحيح.
القاعدة الجماهيرية تتعامل مع هذه الطبقة المتنفذة تحت أساس دفع الضرر، إيمانًا منهم بأن هناك محاولات لاستهداف الدولة وليست الحكومة، هذه الدولة التي قدمت هذه القاعدة أغلى ما لديها للدفاع عنها، ولإثبات وجودها وإرجاع كرامتها والحفاظ على تاريخها وحضارتها، لذا يجب على هذه الطبقة إصلاح النفس قبل إصلاح ما أفسدوها، كونهم بدأوا بداية موفقة ويملكون تأريخًا جهاديًا كبيرًا، فعليهم الحفاظ على هذا التاريخ ولو كانت محاولة متأخرة.