الخميس - 18 ابريل 2024
منذ سنتين
الخميس - 18 ابريل 2024


محمّد صادق الهاشميّ ||

بتأريخ 5/3/2022 غرّد شيخ الأزهر بما يلي: ((ما نشاهده من ترويع الأوكرانيين الآمنين، وخروجهم من ديارهم بحثاً عن الأمن والأمان لهو اختبار حقيقي لإنسانيّتنا، أدعو المجتمع الدولي لمضاعفة المساعدات الإنسانية لأوكرانيا،وبذل مزيد من الجهد لوقف الحرب، وأسال الله أن يعجّل بذلك ويعود هؤلاء الأبرياء الى ديارهم سالمين ))
أبعاد تغريدة شيخ الازهر
١- تعدُّ تغريدة شيخ الأزهر باعتباره يرأس أكبر مؤسسة سنّية في العالم الإسلامي بأنّها إعلان عن موقف السنة من الحرب الروسية الأوكرانية وانحياز واضح لصالح الغرب ضد الروس،ولهذا الأمر تبعات خطيرة .
٢- أنّها تغريدة قد تأتي بالضد نسبياً من موقف السيد الإمام الخامنئي، لكن شتّان بين موقف الإمام الخامنئي وبين موقف شيخ الأزهر، فالسيد رفض الدماء، وطالب بإيقافها ولكنه أشار بوضوح الى أنّ السبب تتحمّله أمريكا كونها هي التي تهدِّد الأمن للبلدان والشعوب ممّا يؤدي هذا الموقف والتهديد الأمريكي إلى نتائج خطيرة منها الصراع المسلح بينما شيخ الأزهر انحاز الى صالح الغرب دون أيّ إشارة الى الدور الأمريكي في العدوان، وإثارة النزاعات وتهديدها لأمن البلدان والشعوب بغطرسة لامثيل لها .
٣- يكشف هذا الموقف من الأزهر في تأييد الغرب عن حجم اندكاك المؤسسة الدينية السنّية بالغرب وخضوعها لها، فقد دافع شيخ الأزهر عن الأوكرانيّين،وهو موقف قد يكون حسنٌ، إلّا أنّه لم يدافع عن الشعب الفلسطيني ولا اليمني ولا اللبناني ولا السوري ولا حتى العراقي .
٤- هذا الموقف من شيخ الأزهر خطأ استراتيجي؛ لأنّه يضع العالم الإسلامي السني بالضد من الروس والصين والأقطاب الجديدة التي تظهر لاحقاً.
٥- شيخ الأزهر ربّما فهم – وهو متصل بالمؤسسات الحكومية في العالم العربي ومنفِّذ لمصالحهم – بأنّ الموقف الروسي ستكون ثماره لصالح الشيعة في المنطقة،وهذا هو الذي دفعه بأن يقف لصالح الغرب،واختار عبارة في غاية الإدانة لروسيا دون أن يذكرها بقوله: ( ما نشاهده من ترويع الأوكرانيين الآمنين ) فهي إدانة مبطّنة للجانب الروسي، وكأنّ الأوكرانيّين لم يكونوا جسرا ومحطة للقواعد الأمريكية ضد الروس، كل هذا الموقف لأنّهم شعروا أن الشيعة قطفوا أو يقطفون ثمار ومخرجات الأحداث عاجلًا أو آجلًا .
٦- موقف شيخ الأزهر يمكن أن يكون فتوى يستفيد منها الغرب في دعم التطرّف الإسلامي والوهابي حتى يشجِّعوا المتطرفين في الذهاب للقتال ضد الروس، وبالتالي هي فتوى لدعم الإرهاب ولتجنيد المتطرفين ليس دفاعاً عن أوكرانيا، بل لأنّ هؤلاء المتطرفين يرون أن تلك الحرب تصب في صالح الشيعة في المنطقة مستقبلا، وكون الروس متحالفين مع الشيعة، أو لأنّ إضعاف أمريكا في المنطقة قوة للشيعة .
٧- موقف الأزهر أكّد أن الموقف السنّي ضد الحق بدرجة كبيرة،فهو لم ينتصر للمسلمين ممّا فعلته أمريكا في العالم الإسلامي، بينما يرثي الأوكرانيين وإن كانوا فعلا أبرياء كشعب، لكن أليس المسلمين وأطفالهم أَولى بالدفاع أُسوة بأيّ بريء في العالم؟ ألا يمكن للأزهر أن يساوي بين المسيحي الآرثوذكسي مع المسلم اليمني والفلسطيني وغيره؟!!
…………..
وكخلاصة أنّ السنة في العالم الاسلامي العربي تقريباً ربطوا مصيرهم كمؤسسات دينية في الغالب وحكومات بالغرب، فهو مصدر قوتهم ومصدر وجودهم فأي ضعف يطرأ الآن ومستقبلًا في الموقف الغربي إنّما يهدد وجودهم ومستقبلهم، لذا يتم تسخير المؤسسات الدينية في تعبئة المسلمين والرأي العام لصالح الغرب،وهذا سبب فتوى الشيخ ( أحمد الطيب شيخ الازهر )