الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


عباس زينل ||

رغم التجارب العسيرة التي مرت بها الشيعة، والصعاب التي عانوها طوال القرون الأخيرة، وحتى بعد مشاركتهم الأخيرة في الحكم بعد 2003، واستلامهم مهام قيادة وإدارة الدولة، ومرورهم في تجارب صعبة جدًا مقياسًا بفترة استلامهم وقيادتهم للحكم، إبتداءً من تجربة الجماعات المسلحة كتنظيم القااعدة؛ وصولًا لداااعيش والتي تعتبر من أقوى التنظيمات من حيث الإمكانيات والدعم. إلا أن المنظومة الشيعية هشة جدًا من حيث الإدارة والتنظيم، وفي كل قضية وصعوبة نواجهها يثبتون لنا بأنهم يؤمنون ب(الفزعة) لا أكثر، هذا على مستوى المنظومة الشيعية بشكل عام وبكافة انتماءاتهم ومعتقداتهم، أما لو تحدثنا عن منظومة واحدة داخل هذه المنظومة الكبيرة، وأخذنا منظومة الحشد إنموذجا؛ لرأينا هذه المنظومة أكثر استهدافًا من داخل المؤسسة قبل ان يُستهدف من خارجها، في الوقت الذي يجب علينا الاستفادة من تجاربنا، والتعلم من اخطاءنا وإعادة ترتيب صفوفنا وتقويتها؛ إلا أننا نحاول أستغلال كل فرصة للتهجم على قوتنا التي نتفق عليها جميعًا.
هنالك فرق كبير بين أن نشخص الخطأ ونعالجه؛ وبين أن نشخص الخطأ ونستغله، فليست هناك منظومات متكاملة في العالم كله بدون أخطاء، فلو حدث خطأً ما داخل هذه المنظومة التي نؤمن بها وبقدسيتها جميعنا؛ لماذا لا نجتمع ونحل هذا الخطأ؟ لو أردنا النصيحة لماذا لا نجعلها سرًا اخا لأخيه؟ ان كنت من محبي وداعمي هذه المنظومة وقصدت الانتقاد البناء، لماذا تنتقدهم بأسلوب تحاول إسقاطهم وتتهمهم بالفضائح؟
إذن جميع هذه التفاصيل إن دلت على شيء؛ فهي تدل على عدم فهمنا لما يجري في العالم، بينما العالم تتحد وتواجه الأزمات؛ نحن في مواجهة بعضنا البعض وإسقاط الآخرين بحكم الإفادة والنصيحة!
تعلموا قيادة وإدارة الأزمات فيما بينكم، تعلموا من اخطائكم من نكباتكم، بينما أنت تهجم على أخيك وتسقطه؛ المقابل يراها فرصة للهجوم عليكم كلكم.