البعد الاستراتيجي لإحراق القران (رؤية تحليلية)

منذ 10 أشهر


صباح زنكنة ||

ها قد انتهى سلوان موميكا اللاجئ العراقية المسيحي المقيم في السويد من حرق وتمزيق نسخة اخرى من القرآن الكريم، عند مسجد ستوكهولم المركزي، وذلك في الاول من محرم الحرام وللمرة الثانية بعد ان قام بالامر نفسه قبل اكثر من اسبوعين وتحديدا في أول أيام عيد الأضحى، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحًا بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي رسمي!!.
ان الاصرار على حرق القران من قبل شخص مسيحي وعراقي منحرف ( لا يمثل العراق ولا المسيحية) والذي كان سابقا ضمن فصيل مسيحي يقاتل داعش ،يفتح ابواب الشكوك في شخص يحمل هويات متعددة وبخاصة عند تركيب الاحداث التي حصلت بين عمليتي حرق القرآن .
فمغادرت بغداد بشكل مفاجئ من قبل بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال، لويس روفائيل ساكو ، على امل ان يغادر العراق كليا احتجاجا على صراع بينه وبين قائد فصيل بابليون ريان الكلداني (وهو قائد فصيل من الفصائل المسيحية منضوية تحت امرة هيئة الحشد الشعبي التي قاتلت وتقاتل تنظيم داعش) واتهامه بتهديده اياه ، وايضا اتهام رئاسة الجمهورية بالتقصير لاعتزامها سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين ساكو، بطريركاً على الكنيسة الكلدانية في العراق معتبرا سحب المرسوم منه يأتي تحقيقاً لرغبة، زعيم بابليون ريان الكلداني.
وكذلك زيارة القائم بأعمال سفارة الفاتيكان، الأب (تشارلز لوانغا سوونا) واللقاء برئيس الجمهورية ، وارساله بعد اللقاء بساعات رسالة احتجاجية اعربت فيها سفارة الفاتيكان عن اسفها (لسوء الفهم والتعامل غير اللائق فيما يتعلق بدور غبطة البطريرك مار لويس ساكو كوصي على ممتلكات الكنيسة الكلدانية، واعتماد رئاسة الجمهورية تقارير منحازة ومضللة حول هذه القضية، ادت الى تجاهل شخصية دينية تحظى بتقدير كبير ).
وايضا ادانة الخارجية الامريكية لرئاسة الجمهورية لما تعرض اليه الاب ساكو، واعتبار الامر مضايقة سياسية
وتصريحها بالقول : (اننا نتطلع لعودته الآمنة، فالمجتمع المسيحي العراقي هو جزء حيوي من هوية العراق وركن أساسي من تاريخ العراق الحافل بالتنوع والتسامح).
و اصرار السويد للموافقة على حرق القران مرة اخرى وتهيج الشارع واندفاع مجموعة من ابناء التيار الصدري لاقتحام مبنى السفارة السويدية وحرقه كرد فعل طبيعي ازاء الانتهاك الرسمي من قبل السويد.
كذلك اضافة صورة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر والمرشد الاسلامي الاعلى الايراني السيد علي الخامنئي الى عملية حرق القران من قبل (موميكا)..
كلها مؤشرات واضحة لسيناريوهات محتملة الوقوع مستقبلا من بينها :
١) احتمالية قيام قوة مجهولة الهوية بالاعتداء على المسيحين العراقيين في محاولة لتهجيرهم و تصفيتهم واتهام التيار الصدري وايران بالضلوع في الامر.
٢) اتهام الحكومة بالتقصير ازاء الموضوع “المحتمل اعلاه” لتكون ذريعة لسحب البساط من تحت الاطار وانهاء دور حكومتها الحالية ووصفها بانها حكومة غير قادرة على حماية المسيحيين والاقليات في العراق .
٣) محاولة استفزاز ايران للرد على السويد بالوسائل المتاحة لفتح جبهة حرب اخرى على ايران المؤيدة لروسيا في حربها ضد اوكرانيا والتي تجد الغرب انها تعد عائقا امام تحقيق الانتصار على موسكو .
٤) فتح جبهة داخلية عراقية مع بعض القوى المختلة سياسيا لتكون منطلقا لحصول إختلال امني وتمرير المؤامرات خلال تحقيق “الفوضى الخلّاقة”.
٥) ربما يذهب الغرب بالقول ان العراق بيئة غير آمنة وطاردة للدبلوماسيات والتي ستدفع الى مغادر سفراء دول اوربية وغربية اخرى العراق والحاق الضرر بالحكومة الحالية بذريعة اقتحام وحرق مبنى السفارة السويدية من قبل عراقيين غاضبين، وطرد السفير السويدي رسميا من العراق من قبل الحكومة.
٦) ان إقدام المختل (مومويكا) باضافة صورة السيد مقتدى الصدر والسيد علي الخامنئي و العلم العراقي الى عمليات الاهانة دليل واضح على وجود اجندة تخص العراق ومحصورة في اطار المقاومة الشيعية والغاية منها الاستفزاز وانتظار ردة الفعل والبناء عليها للخلاص من الخصمين التقليدين للغرب (الصدر وايران).
لذا من غير الموضوعي حصر عملية حرق القران بأنه توجيه الاهانة الى كتاب مقدس او توجيه الاهانة الى (٢ مليار مسلم) فحسب، بل الهدف منه العراق تحديدا ،والا لماذا الاصرار على حرق القران للمرة ثانية، ومن قبل الشخص العراقي نفسه.. يضاف اليه إهانة العلم العراقي وصور قادة ورموز دينية تمتلك قواعد شعبية وجماهيرية واسعة قد تثور بإنسيابية وسهولة بفتوى او تغريدة صغيرة ؟.


ـــــــــــــــ