صواريخ اعلامية تضرب العراق فلا يغضب !!
حافظ آل بشارة ||
بعد ان اشتد رفض القوى السياسية والمجتمع الاهلي لاستمرار وجود قوات التحالف الدولي في العراق، تعرض العديد من المسؤولين والساسة والشخصيات الحزبية الى هجمات مضاعفة يشنها الابواق المأجورون عبر القنوات العراقية التي توجهها اميركا ويمولها الخليج، تلك الهجمات كالعادة مبنية على عنصر الاختلاق والتزوير والتفنن في الكذب، وهدفها اسقاط شخصيات مهمة واحزاب وطنية ذات تأريخ مشرف، ولا يستغرب احد من هذا السلوك فهناك وسائل اعلام وصناع رأي اصبح مجرد ذكر اسمائهم امرا مثيرا للاشمئزاز والشعور بدناءة الارتزاق وقبح الخيانة والعار الكامن في ان يكون الاعلامي مجندا لتدمير بلده وتنفيذ اغتيال سياسي لقادة وطنه، وهناك فرق كبير بين حق النقد ودوره في تصحيح الاخطاء واصلاح الفساد وبين نهج الاسقاط والتشويه المتعمد، والتحريض والصاق التهم وتأليف قصص الجريمة والصاقها بالآخرين، كل هذا يبدو مألوفا ومتوقعا من العدو ولكن الشيء الذي هو غير مألوف وغير متوقع هو ان البلد المستهدف لا يدافع عن نفسه!! كما ان المستهدفين بهذا التسقيط والاغتيال المعنوي وهم قادة الشيعة عادة لا يتحرك احد منهم للدفاع عن نفسه امام هذه الهجمات، بينما يكون الحد الادنى في الدفاع هو اللجوء الى القضاء واقامة دعاوى ضد الابواق المجندين المرتزقة الذين يتولون هذه الهجمات باسماءهم الصريحة، والغريب ان كثيرا منهم مقيم في بغداد او كردستان بينما آخرون يهاجمون العراق وقياداته من دول الجوار العربي، فلا هم يحاسبون ولا البلد الحاضن لهم، رغم ان ما يقوم به هؤلاء الاراذل من هجمات كلامية هو عمل اجرامي يحاسب عليه القانون، وفي حوار بسيط مع الناس في الشارع تجد ان المواطن العادي يعد الهجوم على ساسة بلده من قبل مرتزق يعيش في الاردن او دول الخليج او اميركا او تركيا اهانة للشعب العراقي وسيادة العراق، ويطالب بمحاسبة المرتزق المهاجم ومحاسبة البلد الذي يحتضنه ويوفر له منبرا اعلاميا، ومثلما هناك قانون يمنع ويجرم استخدام اراضي دولة للهجوم على دولة اخرى، فيجب ايضا منع وتجريم استخدام اراضي واجهزة اعلام دولة في شن هجمات واطلاق صواريخ اعلامية على دولة ثانية بلا سبب، واحتضان افراد معادين للعراق وليسوا معارضين والحاضنون يعرفون هذه الحقيقة، فالمعارض يأتي ويشارك في الانتخابات ويصبح معارضا نيابيا شرعيا ولا احد يمنعه.
ولا يعتقد الساسة المستهدفون أن رفضنا للهجوم عليهم هو انحياز شخصي لهم، لا بل هو من اجل حماية كرامة العراق واحترامه وتجربته السياسية وقدسية دماء شهداءه وامنه امام الحرب الناعمة، كما ان الساسة المستهدفين لا يمسهم سوء من كلام سوء يقال ولكن هذا التسقيط والتحريض ينعكس على شكل شحن طائفي ومناطقي وسياسي يقود الى كوارث محتملة وكراهية وعداوات عميقة وقودها الناس وعشائرهم والمستضعفون الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يجري.