على بوابة الشوق..بين ألم الغياب وأمل الظهور..!
كوثر العزاوي ||
تمتزج مشاعر الفرح بالشوق، وتتماوج في القلب نسمات الحنين، لِمن غاب دهور، وهو حاضر في كل آن، نعم! غيابه إمتحان، وحضوره أمل يَنبض في الأرواح.
سنبقى نرمق النور من بعيد،
ونبحث بين الآفاق عنك.. غائبنا الأقدس، وسنبقى رغم عسر الحال نتوق لروعة الصلاة خلفَك وأنت تأمُّ الملأ، أيها القائِم المُنتظر المهديّ.
كأننا نلمح وجهك بين وجوه الغادين والرائحين، نتحسّسُ همس أنفاسك بين تكبيرات المصلّين، نور نبحث عنك في ليل الظُلَم، كما تُفتّش العيون عن القمر، وغيث نترقّبك كما يترقب العطاشى المطر.
“عيدُنا ظهورك” وحقُّ ألمِ انتظارك، لا قولٌ مجازيّ، بل وجعٌ متراكمٌ في كل عيد يمرّ، نتجرع غصص الغياب ولانستشعر الأعياد.
وما بين عيد وعيد، أيام حبلى وعمر يبلى، ولا خير في حياة دون هواك.
سننتظر كما انتظر يعقوب “عليه السلام” يوسف، علّنا نشمّ ريح قميصك يايوسف الزمان.
سننتظر وإن أكلَ الحنين قلوبنا ولن نيأس، نستنشق رائحة الرجاء في كل نسيم عابر، ونستبشر مع كل نداءِ فجر عِبر المنائر، لعلّها تكون البشرى، لعلّه هو الإذن بالوعد.
إن الله وعد المستضعفين بالنصر، ووعد الوارثين بالاستخلاف،
﴿ونريد أن نمنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ﴾ القصص ٥.
عيدنا ظهورك سيدي، وسيكون بين الأعياد كالقمر بين النجوم.
يوم يأذن الله عزوجل بإنهاء غيبتك.
“كل عيد وأنتَ الغائب الحاضر سيدي”
١٠-ذوالحجة-١٤٤٦هــ
٧-حزيران-٢٠٢٥م