الخميس - 28 مارس 2024

صنمية الطغيان الحاكم في العراق وكيفية التعامل معه ومعها/17

منذ سنتين
الخميس - 28 مارس 2024


حسن المياح ||

《 الإمام الحسين عليه السلام النموذج الحر الواعي الثائر 》

عرض نماذج تفسيرية جزئية للنهضة والثورة والتضحية الحسينية
الذي يجب أن لا يغيب عن التفكير والوعي والبال ، أن الخلافة الإسلامية الحقيقية للنبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ، لا تصح ، ولا تكون ، إلا في الإمام المعصوم عليه السلام المعين من الله سبحانه وتعالى في البيت النبوي العلوي تخصيصآ وتحديدآ وتقييدآ وحصرآ مانعآ ، لإن الإمامة هي الإمتداد الطبيعي والمخطط له إلاهيآ — ( كما هو الفعل النبوي له ترجمة عملية قولية وسلوكية ، يوم جمع الناس ، بعد قضاء مناسك حجه الأخير ، يوم إعتلى المرتفع المكون مما جمع له من نبات وأقتاب الإبل وغيره ، ليكون مرتفعآ يراه الناس من خلاله ، ويسمعوا كلامه الهام في لوعة وحرج شدة حرارة الشمس الصاعقة الحارقة ، التي بحيث أن الرجل يضع عباءته ، أو رداءه ، فوق رأسه من شدة حرارة أشعة الشمس اللاهبة ، وتحت رجليه توقيآ من إرتفاع حرارة وسخونة الأرض التي هو واقف عليها ، في غدير خم ) — العقائدي القرآني ، والمرجعية الفكرية والتشريعية ، ولها الحاكمية المطلقة فيما يجوز وما لا يجوز — للنبوة المعينة بشخص محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ، والمخصصة له ، وكذلك هي الإمامة المخصصة تعيينآ بالأسم المحدد الذي نطقه النبي محمد وحيآ من قبل الله سبحانه وتعالى ، والذي عمل بموجبة أئمة أهل البيت عليهم سلام الله جميعآ ..وأما ما كان غير هذا ، على أساس أنه خلافة .. فهو سلطان بشري فارض نفسه إنحرافآ عن خط إستقامة التعيين الإلهي لمن هو نبي ، ووصي ، وإمام ، وخليفة ، والخلافة حقيقتها أنها منصب إلاهي سماوي ، يكون التعيين له بالأسم تحديدآ ، وفق وحي إلهي ينزل به على النبي ، ليبلغه ، ويعلمه ، ويعلنه ، ويطبقه ممارسة عملية ، لما يدنو أجله الذي يخبره به الله سبحانه وتعالى ، وينصبه إعلانآ جهارآ ، مهما كانت ملابسات الظروف وحراجتها ونتائجها ، وإلا فأن النبي لم يبلغ رسالته ( وهي دين الإسلام ) التي بعث بها ، ومن أجل تنفيذها ، كما في قوله تعالى 《 يا أيها الرسول بلغ ما أنزل من ربك ، وإن لم تفعل ، فما بلغت رسالته ، والله يعصمك من الناس ، إن الله لا يهدي القوم الكافرين 》، ولا ندخل عمق بحث تفسير وتأويل للإية الكريمة ، لأن المورد هنا ، هو ليس موقع تفسيرها ؛ ولكن هو تعضيد الإستشهاد بمضمونها ، ودلالتها ، وإشارة تعيينها ، وتخصيصها ، والشخص الذي هو حقيقتها وكفؤها ….. وهذا ما كان من رسول الله النبي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ، والذي كان في تنصيب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام خليفة لرسول الله من بعده ، تحديدآ مقيدآ مانعآ حاصرآ …… وما المرجعية الرشيدة ما هي إلا إمتداد سلطان خلافة ؛ وليست هي الخلافة بعينها وذاتها ، ولكنها بقرب مقامها تصرف حاكمية ، وهي كذلك تعيينآ ليست بالإسم ؛ ولكن بالنوع من الشخص الكفوء ، إنتخاب وإختيار مرجع .
ولما تم الإنحراف بتدبير جاهلي صنمي وثني من قبل شرذمة جاهلية لا زالت رواسب الجاهلية تعشعش في عقلها وقلبها ونفسها ، ولا زال الركام الجاهلي العفن المتكلس جراثيم وبكتريا التخلف يستحوذ ويسطر ويقود كل خلية من خلايا عقلهم المتحجر الذي لا يفكر ، والذي منع من سلوك التعيين الإلاهي هذا ، مباشرة بنفس لحظة وفاة الرسول النبي محمد إستشهادآ في سبيل الله ، إجتماعآ تآمريآ مخططآ له سلفآ ، قبل موعد حضور إجتماع سقيفة بني ساعدة المدبر والمخطط له … وأصبح التعيين توافقآ وإتفاقآ ( كما هو الحال الآن في تشكيل الحكومات التوافقية بين الأحزاب في العراق ، التي ترفس نتائج الإنتخابات الديمقراطية برجليها ، كما هو الحمار الذي يرفس برجليه الخطر الذي يداهمه ) في حدود زمرة قليلة منحرفة ، منقلبة على ما هو خط إستقامة تشريع الله في دين الإسلام ، لا يتجاوز عددها ، عدد أصابع اليد الواحدة ….. وكان الذي كان ، لأول خلافة منحرفة ، تحتل مكان الخلافة الحقيقية لرسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ، وفقآ لموازين ومعايير ما هو تعيين الله سبحانه وتعالى وحيآ في القرآن ….. وكانت هذه أول شرارة إنحراف لسعت ، وأحرقت نقطة بداية وشروع تنصيب الخليفة الحق لرسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله .
وتبعها إنحراف آخر في تعيين الخليفة ، من بعد الأول الذي إغتصبها مؤامرة ، وتخطيطآ شيطانيآ جاهليآ يخدم الصنمية البشرية جاهلية تصعلك وبلطجة وإرهاب ، ووثنية الإنسان الطاغية الحاكم أن يكون إلاهآ ، — ( كما هو الحال عندنا في العراق عندما يصنمون الزعيم ، والقائد ، والرئيس ، والأمين العام للحزب ، وما الى ذلك من ترهات عناوين ، وتفاهات الألقاب الحزبية والسياسية الجاهلية الباهتة ، التي لا ترى منها ، أو تحس إشعاع إشراقة قيادة وطنية حكيمة مؤمنة ) — وهذا الإنحراف الثاني تمثل في
من خلال ، تعيين مغتصب منحرف لآخر مثيله ، ورفيقه إغتصابآ وإنحرافآ في المؤامرة ، فأصبح بزعمهم خليفة ، كما كان الأول يزعم ، ويدعي ، هو الخليفة …. ولم ينتهي الإنحراف ، أو يتوقف ، أو يضعف ، أو يتبدل ويلغى ، أو يرفض ويتخلى عنه ….. ؛ ولكن إزداد الإنحراف ثباتآ ، وقوي رسوخآ ، وإشتدت المكالبة به ، وإستفحل وجودآ فرض حاكمية ، وأصبح هو الحال البديل الذي يزداد قوة إنحراف وإغتصاب …. . وعلى أساسه جاء دور الإنحراف الثالث الأكبر ، الذي يدعي صاحبه أن الخلافة هي قميص ، قمصه الله إياه ، وهو ليس بنازعه ، أو خالعه ، أو مبدله ، أو متنازل عنه …. وكيف للفاسد أن لا يولغ شراهة وغمسآ في / وشدة جذب الى عذوبة الطغيان الحاكم … فكان الثالث الفاسد المغتصب ، الأشد إنحرافآ ، والأتفه ميوعة قيادة تسلط … لما جعل آل أبي معيط ، والأمويين أن يوسعوا سلطان وجودهم الحاكم .
ولكن لا بد للخلافة الإلهية النبوية أن تثأر لنفسها ، لتثبت جدارتها ، وتمكن أحقيتها ، وتغرس في النفوس شرعيتها ، وتطالب بإلزامها ، وتعمل على الإقتداء بها ، وتؤكد وجودها الحاكم الراشد الصالح …. وجاءت الخلافة الإلهية النبوية الشرعية نفسها وبذاتها زحفآ ومشيآ وهرولة وركضآ سريعآ الى من هو إستحقاقها ، وحقآ تجمل زي وشكل ورونق ثوبها لما لبسته هي عليآ بن أبي طالب عليه السلام ثيابها الذي هو تمامآ قياسها— وليس قميصها الذي يستر اعلى الجسم ، ويترك العورة مكشوفة مفضوحة بادية للعيان لمن يريد أن ينظر اليها — ومن طوع وجوب تعيينها وإختيارها ، ولم تزنه ؛ ولكن هو الذي زانها ، وأراحها تطبيق ممارسة حكم عدل وإتباع نهج إستقامة خط عقيدة لا إلا إلا الله …. فكانت حقآ وصدقآ له ، وكانها هو لها دليلآ وتثبيتآ لصلاح قيادتها وحاكميتها ……. ولا بد للإصلاح أن يدحر وينسف الباطل ، وأن يعالج ويكافح آفة الفساد التي تعثو وتصول وتجول في مؤسسات الدولة ، ووزاراتها ، ومحافظاتها ، ودوائرها ……. ونحن الآن في العراق فقط نعيش ترديد شعارات الإصلاح خطبآ ، وتصريحات نارية ، وألفاظآ حالمة طائرة فضفاضة خيالآ مجنحآ هائمآ مطرودآ شاردآ .
ولكن كما هو المعهود ، والمجرب ممارسات ، أن للباطل جولات متعددة ، وعودات متكررة ،
وجاء دور معاوية بن أبي سفيان ، لما إشتد ساعده قوة حاكمية وتسلط إستبداد على الشام ، بفضل الأسياد الذين يدعون الخلافة المصطنعة عناية ورعاية وتخطيطآ شيطانيآ إبليسيآ ….. حتى يقوى ويشتد ويتأهل ويتمكن ، وهو الداهية الإبليس المتشيطن شيطنة جاهلية ، وتفكير وثني مكيافيلي ، يقيس الأمور على النفع البراجماتي للذات والحزب الأموي الجاهل المنحرف المتفسخ فسادآ ، والمستعبد طاعة عمياء لا تعي ، ولا تفهم ، ولا تتدبر ، ولا تعترض ، ولا تقدر للحكمة موازينها …… ، وللأسرة الأموية ، وهو العميل المطيع لهم ، ومن هنا بدأت العمالة تؤسس وجودها ، وكان رائدها الأول هو معاوية بن أبي سفيان ..
والزمرة الفاسدة المنحرفة تعيد تأسيس تكوينها من شخوص دهاة جاهلية صنمية وثنية منحرفة ، من مثل معاوية بن أبي سفيان ( ومعاوية معناه في اللغة العربية هو الكلب العاوي ( الذي يعوي ، ويشتد عواؤه ونباحه )… !!! ؟؟؟ ) ، وعمرو بن العاص الجبان المحتال الكاشف عن عورته نجاة حياة خسيسة مجرمة سيئة سخيفة ، تفاديآ من ضربة سيف علي بن أبي طالب عليه السلام في معركة صفين ، والمغيرة بن شعبة ، وزياد بن أبيه ، النغل الذي لا يعرف أبوه ، لأن الذين إشتركوا في ولوج أميالهم في مكحلة أمه ، هم كثيرون ، وكان من جملة الزناة بأم زياد ، هو أبو سفيان ، وهو أبو معاوية الفاجر الماجن الكافر ….. وهو الذي تبناه …..فأصبح يسمى بزياد بن معاوية تزويرآ سياسيآ ، ومكر إحتيال تخلص من لحوق عار …….