الأربعاء - 01 مايو 2024

الرؤية والشروط الأمريكية عن حكومة السوداني…قراءة في تقرير مايكل نايتس والآفاق المستقبلية.

منذ سنتين
الأربعاء - 01 مايو 2024

هادي بدر الكعبي ||

• أولا/ الرؤية والشروط الأمريكية اتجاه الحكومة الجديدة:
حدد الكاتب المقرب من دائرة صنع القرار في واشنطن والأستاذ في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، مايكل نايتس، عن طبيعة الرؤية والشروط التي ينبغي على الحكومة العراقية الجديدة السير بها في المرحلة المقبلة من خلال تنفيذ الآتي:
1- التأكيد على ضرورة المحافظة على النظام الديمقراطي الهشة الذي اوجدته الإدارة الأمريكية في العراق ومنع انهياره حتى ولو شكليا وهذا من أهم الاشتراطات التي تضعها الإدارة الأمريكية على الحكومة المقبلة.
2- الطعن الصريح بالمؤسسة القضائية كون مايكل والإدارة الأمريكية يعتقدون بأن القضاء هو أحد أهم الحلقات التي مهدت لقوى الإطار التنسيقي السيطرة على المشهد السياسي في العراق وبالتالي لابد من تحجيم دور القضاء حتى لا يكون قادرا على المشاركة في إيقاف التراجع السياسي الذي يحصل في الساحة العراقية لاحقا وعدم السماح له أيضا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
3- الحرص على إجراء انتخابات مبكرة لأجل إعادة ترتيب مشهد الأوضاع داخل الساحة السياسية لاسيما بعد اختلال التوازن بعد انسحاب الكتلة الصدرية وإيجاد كتلة سياسية شيعية تقف بالضد من أطراف قوى الإطار التنسيقي لأجل عدم السماح لهم في قيادة المشهد السياسي، ولكن هذا المطلب يمكن غض النظر عنه – الانتخابات المبكرة- اذا تمكنت حكومة محمد شياع السوداني من توفير مصالح الغرب بالمستوى الذي يرضيها وبعبارة أدق اذا حافظت على عراق مستقر غير منحاز لإيران واستراتيجيتها الخارجية.
4- رفض استخدام القمع في مطاردة المناوئين للحكومة الجديدة وتصفية الحساب معهم أو السير بمنهج واحد لا يسمح بالقبول بالتعددية الفكرية ذات الطابع السياسي مع عدم الاغفال عن الإشارة إلى عدم القبول في توظيف ملف الفساد لأجل تصفية الخصوم السياسيين.
5- السمات الشخصية التي يتمتع بها الرئيس المكلف قد تبعث على الارتياح ولكنها غير كافية فلربما يتغير سلوكه لاسيما وانه قد جاء بطريقة تكاد أن تقترب من عملية قدوم عادل عبد المهدي وبالتالي لابد أن تكون حكومته بعيدا عن الخلفيات التي جاءت به وصولا إلى الحكم والا سيواجه مصير عادل عبد المهدي.
6- التلويح إلى ظروف تشكيل حكومة محمد شياع السوداني بأنها قد جاءت نتيجة اصطناع الإطار التنسيقي من خلال تحريك المؤسسة القضائية وهذا مما يؤشر سلبا على الديمقراطية الناشئة في العراق من خلال التأثير على قناعات الجماهير وتحويل اتجاهاتهم بالضد من العملية الانتخابية كون الفائز الأول بالانتخابات لا يستطيع أن يشكل الحكومة وهذه المقاربة ربما تكون اذنا ضمنيا لزعزعة استقرار البلاد وافشال الحكومة مستقبلا.
7- عدم القبول في تسنم شخصيات تعدها أمريكا بأنها عناصر إرهابية مناصب في الحكومة الجديدة لاسيما المقربة من إيران وإبعاد كافة العناصر التي لها توجهات غربية أو بعثية أو التي لا تسير على نهج أو رؤية الحكومة الجديدة.
8- عدم السماح في تحول محمد شياع السوداني إلى عادل عبد المهدي الثاني وتشكيل تحديات أمام الغرب قد تكون من الصعوبة تداركها في الوقت الراهن نتيجة الظروف التي تعيشها أمريكا الآن والتي لا تسمح لها الدخول بقوة بغية تغيير الأوضاع حتى ما استخدام القوة في استهداف العناصر المهمة كما حدث في أحداث عام ٢٠١٩.
9- التأكيد على حماية العملة الأمريكية وعدم تحويلها إلى إيران أو الجماعات المصنفة على قائمة الإرهاب الأمريكية بما في ذلك الجهات العراقية من خلال الاستيلاء على البنك المركزي العراقي وبالتالي لابد للحكومة الجديدة من بذل الجهد لمنع مثل هذا التحويل والا ستعيد أمريكا علاقتها مع الحكومة وترفع الدعم الدولي عنها.
•ثانيا/ الآفاق المستقبلية:
1- أمريكا ستكون في موضع المراقب لخطوات الحكومة الجديدة ومن يتحكم بها ومن يقف وراءها إلى حين معرفة النهج والسلوك الذي تسير عليه وبالتالي هم داعمون لها الآن ولكن قد يتغير موقفهم لاحقا حسب النهج الحكومية الذي سوف تسير عليه حكومة محمد شياع السوداني.
2- يمكن القول بان هذا التقرير بمجمله هو رسالة تحذير للسوداني في عدم المساس برجال أمريكا وحلفائها الذين ازداد عددهم في فترة حكومة الكاظمي.
3- سوف تضغط أمريكا على الحكومة الجديدة لأجل أن تامر قواتها باتخاذ الخطوات اللازمة ضد أي فصيل مقاوم يستهدف القوات الأمريكية في العراق.
4-سيتم اختبار الحكومة الجديدة بالنظر إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق وأمريكا وربما تكون هناك مراجعة لها من قبل الطرفين ولو بصورة شكلية بغية إقناع الراي العام وتحديدا جمهور الفصائل فيما يتعلق بوجود القوات الأمريكية وعددهم وانتشارهم وخروجهم من البلاد وغير ذلك من الأمور.
5- الاتجاه إلى تبريد الساحة العراقية وعدم تسخينها بالوقت الراهن لأجل التقاط الأنفاس وترتيب الملفات ولكن هذا لا يعني عدم حدوث ربما أحداث فوضى مسيطر عليها لأجل الضغط على الحكومة ومن يقف وراءها.
6- قد تستمر امريكا في ممارسة الضغط والتهديد كما أشار إليه مايكل نايتس في تقريره إنما هو لضبط الإيقاع والحصول على تنازلات من الأطراف السياسية.
7- الاستحقاقات الانتخابية المقبلة مهمة بالنسبة إلى الغرب وأمريكا وسوف تستعد لها مبكرا وقد يكون سلوك بعض القوى السياسية بإزاء ما يجري إلى حين إجراء الانتخابات المبكرة هو كاشف عن حقيقة سكوتها عما يجري استعدادا للمرحلة المقبلة.
8- ستعمل أمريكا على جعل الحكومة الجديدة تسير باتجاه الانكفاء الذاتي بعيدا عن توجهات قادة الإطار التنسيقي واستراتيجية الجمهورية الاسلامية في ايران الخارجية والإقليمية.
9- التقرير يشيء عن وجود شعور الحزن من تفاصيل المشهد السياسي في العراق التي منعت أمريكا من تنفيذ خطتها في البلاد وبالتالي هذا يستدعي الاستعداد والحذر لكافة الاحتمالات الممكنة التي ربما تحدث مستقبلا.


ــــــــ